“غيّرها”..حملة ضد الكراهية والتمييز العنصري
أطلق نشطاء في المجال الحقوقي والإنساني صفحة على الفيسبوك “غيّرها” تهدف إلى نبد خطاب الكراهية والتطرف التي انتشرت في السنوات الماضية بسبب الحروب التي وقعت في ليبيا، ونتجت عنها خطابات جديدة على المجتمع الليبي، من بينها التصنيفات السياسية وإطلاق التهم على الآخرين، والابتعاد عن لغة الحوار وتبادل المعرفة.
وأوضحت الصفحة في منشور في السابع من شهر أكتوبر الماضي، في تعريفها للكراهية بعنوان ” شن تعرف على خطاب الكراهية والتنمر؟ .. خطاب الكراهية هو توجيه كلام يحتوي على نعوت وأوصاف قاسية و إهانات سواء كانت شخصية ، معادية للفرد المقصود نفسه أو لمجموعته، بناءً على اختلافات كاللون ومرات الأصل والجنس ولا العقيدة السياسية او حتى الدينية.”
وأشارت في منشورها اللهجة العامية في محاولة لتوضيح ما تطمح لهُ بقولها: ” خطاب الكراهية هو الأسلوب اللي نتكلمو بيه على الجماعات اللي تختلف علينا والمحيطة بينا، مش شرط يكون مرتبط بكراهية فرد بذاته، أحيانا حتى بجماعة “.
وأضافت في تعريفها أن الكراهية لا تشمل المجموعة إن كان فيها أحدا لديه خطاب الكراهية أو ميول التطرف، بقولها: “الكراهية مشاعر حادّة هلبا ومتطرفة جدًا ، تخليك ترفض إنك تشوف الجماعة المتعرضة لخطاب الكراهية ضحية، ترفض إنك تصنفها كجماعة بشرية ليها عيوب ومزايا، فيها كويسين والمش كويسين، وجزء أساسي من المجتمع زيك زيهم، لازم تحافظ عليهم ويحافظو عليك وماحد ينقص من حق الثاني، ايه وتعامل صغارهم بمساواة، وتشجعهم على المشاركة في الحياة العامة”.
وتطرّقت الصفحة التي أصبحت تنال إعجاب الكثيرين، إلى ما يُنشر على مواقع التواصل وطرحت سؤالا حول إمكانية تغيير بعض المفردات والجُمل التي تُسيء للبعض، أو هل تراقب انفعالاتك وأنت تقرأ خبرا أو مواقفك وأسلوبك؟ في منشورها الذي نُشر في 15 أكتوبر: “هل تراجع في كتاباتك قبل ماتنشرها؟ هل تركز وتراقب في انفعالاتك وانت تقرأ على حدث او تسمع في خبر قاعد ماتأكدتش من صحته؟ هل تراقب في طريقة تفكيرك والآلية اللي يتشكل بيها موقفك تجاهه؟ .. هل أثناء كل هذا، تكون حريص على الإلتزام بمعايير الموضوعية واحترام الآخر – حتى لو مايبادلش فيك الإحترام – ؟ نتمنو الكل يجاوب على هذه الأسئلة ويفكرو فيها مليًا بينهم وبين أنفسهم، لأنه حجم خطاب الكراهية وتصاعد انتشاره بيننا مرعب وهو مؤشر صريح لقداش ما الوضع متأزم في مجتمعنا”
وأعلن عدد من الكُتّاب الليبيين على مواقع التواصل تضامنهم مع هدف الصفحة وأرسلوا مقاطع فيديو يروُون فيها تجاربهم في هذا الملف وكيفية تجنّب الكراهية والعنف والتمييز في الآراء والأفكار.