نسمات “خريف هون” تنعش مُحيّا الوطن المرهَق
مهرجان “خريف هون”، لعلّ الوصف الأقرب لما يحدث طيلة أيام المهرجان هو أن أبناء وبنات المدينة يجمعون كل ما ورثوه عن الأجداد في “صُرّةٍ” واحدة، يطرحونها طيلة أيام المهرجان أمام الجميع، يتفقدون محتوياتها التي يحرصون على ألا ينقص منها شيء، ويمارسون طقوس كل تفاصيلها الملتصقة بهم أبا عن جد.
وفي هذه الأيام تحديدا ومع نسمات الخريف الأولى تستعد مدينة “هون” لافتتاح فعاليات مهرجان الخريف السياحي الدولي في دورته “21” تحت شعار “ليبيا الخير وخريفنا غير”، ليصبح هذا المهرجان موعدا للفرح الذي ترسمه المدينة على محيا الوطن الذي أرهقته الأزمات والصراعات، فلابد من فسحة الأمل هذه حتى لا يتمكن الحزن من هزيمة أرواحنا، حتى أن هذا المهرجان صار مزارا للكثير من الليبيين الذين يقصدون المدينة في هذا الوقت من العام خصيصا لحضور فعالياته.
أما عن أهم فعاليات هذا المهرجان فتدور حول المدينة وخصوصيتها التراثية والفنية، فتحضر اللوحات التقليدية والاستعراضية التي يقدمها الأطفال بهيئاتهم المستقاة من روح المدينة، وتحضر الأهازيج والرقصات والألعاب الشعبية.
وسيكون هناك حضور بارز للمعارض الفنية والثقافية التي تقدمها جمعيات ومنظمات سياحية وخيرية وتراثية من مختلف مدن ليبيا، إضافة إلى فرقة هون للفنون وفِرق المالوف والموسيقى العربية والشبابية التي تقدم أنماطا غنائية شابة اشتهرت في الأوساط الليبية ونالت شهرة واسعة مثل “الراب” و”الريقي”، وستكون الثقافة حاضرةً أيضا في “الملتقى الثقافي” الذي ستشارك فيه نخبة من الكتّاب والمثقفين الليبيين، ليكون “خريف هون” مناسبةً لولادة ربيع جديد للوطن.