نحن أسود الرافدين.. يا كارلسون
حيدر حسين علي
لفت انتباهي اليوم وأنا أطالع وسائل الصحافة الإلكترونية نبأ نقلته وكالة السومرية نيوز الإخبارية العراقية عن المدعو “تاكر كارلسون” الذي يدّعي زورا وبهتانا انتماءه إلى صنف الصحفيين والإعلاميين، ويعمل في شبكة “فوكس نيوز” الإخبارية الأميركية، وهو يصف العراقيين بوصف لا يليق إلا به ومن هم على شاكلته، وهنا أُسجّل ترفُعي عن ذكر هذا الوصف الواضح وضوح الشمس مخافة خدش حياء بني بلدي.
وأقول ردا عليك يا “كارلسون” إننا أسود الرافدين وأنت وأمثالك هم القرود السحيقة، وتذكر أن السومريين والبابليين والآشوريين والأكديين هم عراقيون وعلّموا الإنسانية القراءة والكتابة وأن الأسد العراقي الجريح يبقى مرعبا لك ولأمثالك لأنه أسد، وأُذكِّرُكَ هنا بمحاورة افتراضية بين لبوة وقردة عيّرت فيها الأخيرة الأولى بأنها أنجبت شبلا واحدا فقط وهي تنجب العديد من القرود لترد عليها اللبوة نعم إنه واحد لكنه أسد.
وعليك أن تعلم يا “كارلسون” أن العراق دولة عريقة في مختلف المجالات منذ فجر الحضارات السومرية والأكدية والبابلية والآشورية والعربية والإسلامية، في وقت لم يُكتشف فيه بعد أجدادك وكانوا نسياً منسياً ولا ذكر لهم في أصقاع بعيدة عن الحضارة والمدنية.
وأضف إلى ذلك أن أجدادك ليسوا سكانا أصليين بل رعاعا وقطاع طرق لفظتهم ممالك أوروبا إلى الأرض البعيدة بعد أن اكتشفها “كريستوفير كولمبوس”، فمَن تكون أنت يا هذا لتصف شعب العراق بهذا التوصيف “الوقح”، وأنصحك بالاعتذار عمّا بدر منك أنت والمؤسسة التي تعمل فيها وأن تقفوا إجلالا وإكبارا للعراق العريق العظيم الذي يمرض ولا يموت لأنه كطائر الفينيق الأسطوري يبعث من الرماد.
وأرد على قولك بأن العراق بلد لم يستحق تضحيات الغزو لأن سكانه هم مما ذكرت -وأكرر ترفعي عن ذكر ما قلتَ بحقهم – بالقول إننا لم نطلب منكم غزونا بل أنتم من أتيتم لا لإسقاط نظام صدام حسين كما زعمتم لامتلاكه أسلحة نووية وكيمياوية وهي كذبة تم الإقرار بها لاحقا بل أتيتم لإسقاط دولة العراق الحديثة التي تأسست بالتضحيات عام 1921.
وردا على كلامك بشأن عدم استخدامنا الشوكة والسكين في تناول الطعام وعدم استعمالنا لورق الحمام فأقولُ إننا نستخدم أيادينا في تناول الطعام لأننا رجال، ونساؤنا بقلوب رجال أيضا ولسنا أشباه رجال، ولا نستخدم ما زعمت لأن ديننا الحنيف يحثنا على النظافة ولسنا مثل غيرنا من أمثالك.
وفي الختام أناشد الحكومة العراقية وعلى رأسها فخامة رئيس الجمهورية برهم صالح وفخامة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ودولة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي باتخاذ موقف حازم وجدي حيال الأمر وأن يطالبوا الإدارة الأميركية وشبكة “فوكس نيوز” الإخبارية بتقديم اعتذار إلى الشعب العراقي عمّا بدر بحق شعب بأكمله، أو اللجوء إلى المحاكم الأميركية والدولية لمقاضاة “كارلسون”؛ لينال جزاء ما تلفظ به فمه ويكون عبرة لمن يعتبر.