نازحو تاورغاء.. أزمة فاقت عقدا من الزمن وسط تجاهل السلطات
ما يزال سكان تاورغاء يكتوون بنار التهجير في المخيمات لنحو عقد من الزمن في أزمة عجزت الحكومات المتعاقبة عن حلها، وتشير الإحصائيات التقريبية إلى وجود أكثر من مائة ألف نازح بين الشرق والغرب والجنوب، أطفال خرجوا صغارًا من مدينتهم قبل عقد من الزمن باتوا اليوم شبانًا بعد أن نشأوا وترعرعوا في صفيح المخيمات.
ولم يقتصر نزوح مهجري تاورغاء على ترك بيوتهم؛ فبعد لجوئهم إلى مخيمات بنغازي اضطروا لتكبد مرارة التهجير مرة أخرى إبان حرب الجيش الوطني على الإرهاب في المدينة عام 2014 ليتخذوا من المدارس ملاجئ لهم، في بيئة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الأساسية، فيما لا تعير الحكومات أهمية لهذه الشريحة التي ترزح تحت نير الظلم.
وفيما تهيمن المماحكات السياسية على مشهد، يسعى كل طرف فيه لتحقيق مكاسب دون النظر لأزمات الشعب، بدءًا من أزمة السيولة وارتفاع الأسعار، مرورًا بتدني خدمات التعليم والصحة، والقائمة تطول في أزمات تطل برأسها واحدة تلو الأخرى، فيما ينشغل ساسة البلاد في صراعات على السلطة؛ ليكون المواطن الخاسر الأكبر.