“ناركو”: ضربة معسكر داعش لا تخلو من “استعراض أميركي”
لا تزال الضربة الأميركية الجوية لمعسكر يستخدمه تنظيم داعش في منطقة صحراوية بمدينة سرت، تحظى بأصداء واسعة، فيما يجري التداول والتدقيق في أبعاد هذه الضربة ودلالاتها، خصوصا أنها سبقت تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بيوم واحد. إذ كان يفترض أن تكون أميركا مشغولة بملفها الداخلي، فما الذي حدث؟ وما هي الأبعاد الخاصة بهذه الضربة؟
مؤسسة شمال أفريقيا لاستشارات المخاطر “ناركو” نشرت مقالا تحليليا، حاولت من خلاله الإحاطة بأسباب الضربة الأميركية لصحراء سرت، إذ توصلت إلى 4 نقاط مُحتملة، قد يُشكّل بعضها أو جميعها مدخلا لفهم أبعاد “الضربة الجوية”.
_ إنّ معظم مقاتلي داعش قد فرّوا من سرت معتمدين تكتيك الكرّ والفرّ، ولم يقاتل حتى الرمق الأخير سوى المقاتلين شديدي الولاء لداعش. ويظهر هذا من عدد الجثث التي خلفتها الحملة بعد سقوط سرت.
_ يعود ارتفاع إنتاج النفط الليبي الذي وصل مؤخرًا إلى 750 ألف برميل نفط يوميًا إلى انتهاء خطر داعش الذي يهدّد البنية التحتية لمنشآت النفط في محيط مدينة سرت. وبما أنّ عائدات النفط هي مصدر التمويل الوحيد للحكومة الليبية الذي قد يساعدها في إعادة تقديم الخدمات الاجتماعية الأساسية في جميع أنحاء ليبيا التي تعاني من نقص في الماء والكهرباء وغاز الطهي والوقود والسيولة النقدية والأدوية ناهيك عن الأمن والنظام. لذا فضرب داعش سيدعم الاستفادة من عوائد إنتاج النفط في الشهرين الماضيين ويقلّل من خطر دعش في المستقبل.
_ وفقا لبعض المصادر، فقد أبلغ فريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب مسؤولين من إيطاليا أنهم غير ملزمين بدعم حكومة الوفاق الوطني، وهذا يعني أنه لابد من دفع حكومة الوفاق الوطني قدما، وتسهيل الطريق أمامها قدر المستطاع، قبل أن تفقد دعم الولايات المتحدة بوصول الإدارة الجديدة إلى واشنطن.
_ أخيرا، لا يخلو الأمر من أن يكون استعراضا، ففي مقابل تحركات روسيا الأخيرة، حيث رست حاملة الطائرات “كوزنتيسوف” قبالة السواحل الليبية، واستضافت المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني على متنها، وقدّمت للجيش إمدادات طبية. ربما أرادت الولايات المتحدة بقصفها مخيم داعش من قاعدتها في ميزوري أن تُثبت أنّها تفعل أكثر ممّا تقول، فبينما تُرسل روسيا حاملة طائرات قديمة – قد تنطلق منها طائرات مقاتلة أو لا تنطلق- تضرب الولايات المتحدة أهدافا في المكان والوقت الذي تريده، ولصالح كافّة الأطراف الليبية دون الاقتصار على حلفاء المشير خليفة حفتر.
ـــــــــــــــــــــــــ
رهيفة محمود. ترجمة خاصة بقناة (218)