نادية عمران: فشل مشاورات القاهرة كان متوقعا.. ولا بديل عن القاعدة الشعبية
أعربت عضو الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور في ليبيا، نادية عمران، عن عدم دهشتها من وصول مشاورات القاهرة الخاصة بالمسار الدستوري إلى طريق مسدود، مؤكدة أن هذه النتيجة كانت متوقعة في ظل إصرار البعثة الأممية على المجازفة بمصير ليبيا والتحرك في اتجاه قد يعيد البلاد إلى مرحلة انتقالية ربما تتسم بأنها أسوأ مما سبق، وفق قولها.
وفي حديثها لـ”عربي21″، قالت “عمران” إن وسائل الإعلام دأبت على تضخيم النتائج المحتمل أن تتمخض عن هذه المشاورات ولكن البيان الختامي كشف الحقيقة المتمثلة في أن حالة الانسداد السياسي ظلّت قائمة في ظل عدم قدرة الأطراف على التوافق بشأن المفاصل الدستورية، مشددة في الوقت ذاته على أنه لا سبيل سوى العودة إلى القاعدة الشعبية.
وأضافت: اجتماعات القاهرة فشلت تمامًا في التوافق على هيكلة السلطة التشريعية واختصاصاتها ومقرها، كما أنها أخفقت على صعيد رسم ملامح السلطة التنفيذية وشروط انتخاب الرئيس.
وكشفت عن حالة من عدم التوافق سادت المشاورات فيما يخص مسألة السماح للعسكريين بتولي المناصب السيادية، فضلاً عن عدم القدرة على حسم السماح لمن يملكون جنسية أخرى بتولي المناصب السيادية من عدمه، كما لم يتم التوافق على التنظيم الإداري المحلي.
ورأت “عمران” أنه من المستحيل الخروج بقواعد دستورية منظمة إذا ظلّت الدول الأخرى تتدخل في الشؤون السيادية للبلاد وتوجّه الدفة وفق أغراضها الخاصة، وإذا بقيت الأطراف المشاركة في أي نقاشات تستخف بالمسار الدستوري المنصوص عليه في الإعلان الدستوري ونصوص الاتفاق السياسي.
وأشارت في الوقت ذاته إلى أنه لا يمكن رهن مصير المسار الدستوري للبلاد في يد فئة لا تتمتع بالخبرة المطلوبة على مستوى صياغة وإعداد الدساتير.
وشددت “عمران” على أنه لا بديل عن العودة إلى مبدأ احترام حق الشعب الليبي في تقرير مصيره والموافقة على الدستور الذي سيرسم ملامح الحكم، من خلال عرض مشروع الدستور على الاستفتاء الشعبي.