ناجون من قصف مركز تاجوراء يتسببون بأزمة داخل مركز لاجئين
نشرت صحيفة “أيريش تايمز” The Irish Times تقريراً حول تجاهل المهاجرين واللاجئين لتوصيات الأمم المتحدة بالعودة إلى طرابلس من جديد.
وقالت الصحيفة إنه بعد أيام من قصف مركز إيواء المهاجرين في تاجوراء، في الـ2 من يوليو الماضي، خرج مئات الناجين احتجاجًا على معاملتهم، واغتنموا وجود موظفين يتبعون للأمم المتحدة بالمكان.
ونقلت الصحيفة عن محتجزين ناجين قولهم إنهم ساعدوا في ترميم المركز في أعقاب القصف. واتهم بعضهم حكومة الوفاق باستخدامهم كدروع بشرية، عن طريق حبس آلاف اللاجئين والمهاجرين داخل مراكز احتجاز قريبة من مخازن الأسلحة.
وأضافت الصحيفة: “بعض الناجين من القصف لم يغادروا مركز تاجوراء منذ عامين. كانت أعينهم متوترة تحت أشعة الشمس وكانت أطرافهم ضعيفة، لكنهم ساروا عشرات الكيلومترات في الأسبوع الماضي حتى وصلوا إلى مركز تديره مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حيث تم قبولهم، معتقدين أنهم وصلوا أخيرًا إلى بر الأمان”.
رعب وقلق
يوم الأحد الماضي، طالبت مفوضية الأمم المتحدة اللاجئين بمغادرة المركز، قائلة إنه لن تتم مساعدتهم هناك ويجب عليهم العودة إلى شوارع طرابلس. فيما يقول الناجون إنهم مرعوبون ويخشون من تعرضهم لخطر الاعتقال من قبل السلطات مرة أخرى، أو اختطافهم من قبل المهربين.
وقال رجل لصحيفة الأيرلندية تايمز عبر رسائل وسائل التواصل الاجتماعي: “معظم الناس محبطون لأننا رأينا غارات جوية، وقُتل كثيرون من التعذيب”، مُبيّناً أنه سيحاول عبور البحر الأبيض المتوسط مرة أخرى، مُعتبراً أن الخيار الوحيد لينعم بحياة جيدة هو الذهاب إلى البحر.
ونقلت الصحيفة حديث لاجئ من السودان رفض عرضاً مالياً من المفوضية مقابل مغادرته المركز التابع للأمم المتحدة، قائلاً: “لا أحد يريد مغادرة المكان، إنهم يلعبون بحياتنا، نحن نستحق أن نعيش مثل أي شخص آخر على هذا الكوكب. أخبرتهم أنني لا أحتاج إلى نقودهم، أريد أخذي إلى مكان آمن، وحينها يمكنني كسب أموالي الخاصة بنفسي”.
عرض “مقابل التهديد”؟
وقالت بولا براشينا، المسؤولة عن المفوضية العليا للاجئين في طرابلس، إن العرض الخاص بمغادرة مركز المفوضية تم على أساس طوعي ولم يكن هناك أي تهديد باستخدام القوة. وقالت إن مركز مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين كان مكتظاً بالأشخاص الذين فاقوا قدرته الاستيعابية.
وأضافت بولا: “نحن ندعم بالكامل اللاجئين والمهاجرين الناجين من حادثة مركز إيواء تاجوراء ونريد إيجاد حلول لكل واحد منهم”.
لكن صحيفة The Irish Times أكدت حصولها على شريط فيديو يظهر أحد موظفي المفوضية وهو يخبر اللاجئين أن السلطات الليبية ستعيدهم إلى مراكز الاحتجاز إذا لم يوافقوا على مغادرة المركز التابع لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
يُشار إلى أن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد حذرت، الإثنين، من اكتظاظ المُهاجرين داخل مرفق التجمع والمغادرة المؤقت (GDF)، مُشيرة إلى وجود أكثر من 1000 شخص داخل المرفق، على الرغم من أنه يكفي لإيواء 700 شخص فقط.
وأكدت المفوضية أن ما يزيد عن 400 مُهاجر غير قانوني انتقلوا إلى مرفق التجمع المُؤقت قادمين من مركز إيواء تاجوراء، عقب استهدافه بغارة جوية مطلع يوليو الماضي.
ويُربك ارتفاع أعداد المُهاجرين غير المدروس داخل المرفق الخاص بالمهاجرين واللاجئين الأكثر ضعفاً والذين وجدت لهم المفوضية مكاناً خارج البلاد، وأوشكوا على مغادرة البلاد، عمل مفوضية الأمم المتحدة للاجئين.
ويُشار إلى أن مرفق التجمع والمغادرة (GDF) قد أُنشئ في ديسمبر 2018 ليكون بمثابة مركز عبور للاجئين المحتجزين والذين تم تحديدهم على أنهم الأكثر ضعفا والذين تم العثور على حل لهم خارج ليبيا بالفعل، بحسب المفوضية.