218TV | خاص
رغم أنه أصبح لتونس “رئيسها المؤقت” بعد رحيل الرئيس الباحي قايد السبسي، إلا أن أسئلة التونسيين لا تزال تتصاعد حائرة بشأن من سيتولى رئاسة تونس بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، بعد “رئاسة آمنة” للسبسي عزّز خلالها “النجاة التونسية” من تداعيات موجة الربيع العربي، فيما لم تُطوّر الأحزاب الكبيرة في تونس اسم “شخصية وازنة” يمكن القول إن الأمر يبدو محسوما لمصلحتها، وسط حديث عن “تأهب شعبي” يوازي “تأهب إخواني” لرفض استيلاء النسخة التونسية من تنظيم الإخوان المسلمين، والمعروفة باسم حزب النهضة على السلطة، رغم وجود “حراك إخواني” لـ”قنص” المناصب الثلاث الكبرى.
في غياب السبسي قد يتعرض حزب “نداء تونس” لـ”نكسة سياسية”، فقيادات هذا الحزب الذي أسسه السبسي بعد عودته للمشهد السياسي عام 2011 ليس لها حضور كبير في المشهد التونسي، فكثيرون كانوا يستعينون ب”حكمة ومظلة” السبسي الذي ظلت بصمته حاضرة ب”نداء تونس” رغم انتقاله ك”رئيس ضامن” إلى قصر قرطاج”، الذي يُسجل له كثيرون فيه أنه لم يكن رئيسا انقلابيا، ولم يسع لحيازة صلاحيات لم يعطها له الدستور، والأهم أنه تنازل عن “ولاية ثانية” في قرطاج يسمح له بها دستور تونس.
وحتى لحظة كتابة هذا التقرير، فإن “إخوان تونس” لم يطوروا شخصية للوصول إلى قرطاج، وسط تأكيدات بأن منصب الرئاسة الأولى في تونس ليس مهما بالنسبة ل”إخوان تونس”، لأن صلاحياته قليلة، وغير مؤثرة، إذ يضعون أنظارهم صوب منصبين ثقيلين في التركيبة السياسية والدستورية التونسية، وهما منصبا “رئاسة الحكومة”، و”رئاسة البرلمان، ووسط تخوفات متصاعدة داخل تونس من أن يهيمن حزبا “تحيا تونس” و”النهضة” على مقاعد البرلمان المقبل، ودخولهما في “شراكة سياسية” يصعد يوسف الشاهد بموجبها إلى رئاسة الجمهورية، ويتولى راشد الغنوشي رئاسة الحكومة، مع التأكيد على أن “الوزن السياسي” لـ”نداء تونس” بعد السبسي لا يزال غير معروف.
الشاهد الذي يرأس الحكومة اليوم أظهر “تباينات سياسية” مع السبسي، وأظهر “قربا” من التيار الإخواني، وهذا القرب سمح للسبسي في شهر أكتوبر من العام الماضي أن يعلن “طلاقا سياسيا” مع “حزب النهضة”، ورفضه أي تحالف سياسي معه في الانتخابات التالية، متحدثا عن “محاولات جرّ” للشاهد إلى “صف الإخوان”، ورغم نفي الشاهد لقربه من الإخوان، إلا أنه سرعان ما أسس حزبا جديدا أسماه “تحيا تونس”، فيما أخفقت مساعي السبسي في إعادة الشاهد ل”نداء تونس” الذي تشقق هو الآخر في الأسابيع الأخيرة من عمر السبسي.
أوساط تونسية تقول إن وصول الشاهد إلى “قرطاج” قد لا يكون سهلا، وقد يباغته “الإخوان” ب”أسماء سرية” في السباق الرئاسي إلى “قرطاج”، كأن يدفع حزب النهضة من وراء الكواليس لشخصيات تترشح بصفة مستقلة لرئاسة تونس، فيما هي في السر تدين في الولاء لتنظيم الإخوان الدولي وهنا تظهر أسماء مثل حمادي الجبالي، وعلي العريض والمنصف المرزوقي الذي قبل ب”شراكة سياسية” سابقا ضمن “الترويكا التونسية”، كما أطلق سلسلة من “المواقف الناعمة جدا” تجاه “تنظيمات الإخوان”حول العالم، علما أنه سبق للمرزوقي أن كان رئيسا لتونس بعد ثورة عام 2011، حتى تسليمه السلطة للسبسي في ديسمبر 2014.