ميليت يفتح “الباب المغلق”.. لماذا استخدم مفردتي طرابلس وبرقة؟
218TV| خاص
في أجواء تفاؤلية يعيشها الليبي بشأن امكانية أن تفرج الانتخابات المقبلة عن “حل سياسي”، إضافة إلى “اتحاد نادر” بين الساسة الليبيين على أن الانتخابات المقبلة “مهمة وحيوية”، جاء السفير البريطاني لدى ليبيا، والمنتهية ولايته بيتر ميليت ليثير القلق عبر تصريحات أطلقها في مدينة طبرق، ومرت مرورا عابرا رغم خطورتها، دون أن يُعرف ما إذا كانت التصريحات فيها قدر من “الخبث البريطاني” أم مجرد “ثرثرة دبلوماسية” لدبلوماسي فقد منصبه، لكن التصريح الذي لم يُعلّق الليبيون الجرس بشأنه ينبغي التوقف عنده، والإضاءة إليه.
منذ سنوات لم يستدع أي دبلوماسي دولي تعاطى مع الأزمة الليبية مصطلح طرابلس كـ”سبب خلاف”، ولم يبادر أي ليبي إلى رفض أن تكون طرابلس عاصمة الدولة الليبية، لكن ميليت ودون أن يُعْرف حقيقة “مغزى تصريحاته” قال إن بلاده تعترف بحكومة الوفاق، وبالاتفاق السياسي بين الليبيين، وهذا أمر مكرر من قبل، لكن ميليت يضيف إلى ما سبق عبارة بدت غامضة جدا وخارج سياق التداول، عندما قال إن بلاده تعترف بطرابلس كعاصمة لليبيا.
يضطر السياسي أو الدبلوماسي إلى “استدعاء مفردات خاصة” لتمريرها كـ”موقف سياسي” في حالتين الأولى لـ”قطع شك بيقين” بشأن موقف يريد أن يُثبّته أو يعلنه للعموم، أما في الحالة الثانية وتبدو الأخطر فإن الدبلوماسي أو السياسي يلجأ لـ”التمهيد والتحضير” بشأن أفكار لا تزال “تختمر” في ذهن الدولة التي يمثلها، فيما القصة لا تقف عند هذا الحد، فالرجل أعلن أن بلاده على وشك افتتاح مكتب لخدمة الليبيين في مدينة برقة، فيما كان يستطيع أن يستخدم مفردة بنغازي وهي مدينة تحررت بالكامل للتو، فيما يحلو لأوساط واكبت تصريحات ميليت أن الرجل ظهر كمن يُحضر الأجواء أمام فكرة “الأقاليم الثلاثة”.
في الرابع والعشرين من ديسمبر الماضي استخدم الرجل “غموضا أكثر خطرا”، ويتماهى مع ما قاله أمس، فميليت وفي مقطع فيديو طلب من الليبيين العودة إلى دستور عام 1951، علما أن هذا الدستور قبل تعديله عام 1963 كان دستورا ينص على “أقاليم ثلاث”، فإذا كان يمكن القول إن ميليت يعوزه وقت تسجيل مقطع الفيديو “ثقافة دستورية”، فإن ما أطلقه في طبرق أمس لا يمكن أن يكون “جهلاً سياسياً”.. والله أعلم.