ميزران : بناء ليبيا يجب أن يبدأ من “القاعدة الشعبية”
نشر موقع atlantic council “مجلس الأطلسي” حول الظروف والمعطيات التي يتم التحضير لمؤتمر برلين على أساسها، بقلم كريم ميزران مدير مبادرة شمال أفريقيا في المجلس الأطلسي في واشنطن.
وسلط التقرير الضوء على إهمال القاعدة الشعبية كجزء أساسي وفاعل لحلحلة تعقيدات الأزمة الليبية، مُستشهداً باجتماع رؤساء البلديات الليبية في تونس برعاية المركز السويسري للحوار الإنساني في ديسمبر 2017.
وأشاد ميزران بالمبادرة التي اعتبرها نواة سليمة للحلول المُمكنة لإخراج البلاد من دوامة العنف بشكل تدريجي ونهائي، بعيداً عن الأطراف الخارجية التي تبحث عن الموارد والهيبة الدولية على حساب الليبيين، المتضررين الأكبر من إطالة أمد الحرب.
ولمّح الكاتب إلى أن مؤتمر برلين قد يكون تكملة لسلسلة الاجتماعات والمؤتمرات الدولية “الفاشلة” والتي عجزت عن توفير مناخ مناسب لسير العملية السياسية في ليبيا، وانتهت عند آخر صورة التُقطت للإعلام والترويج للطرف الدولي المُنظّم للحدث.
وفي ذات السياق، استذكر التقرير مؤتمر باريس الذي عُقد في 25 يوليو 2017 وجمع حفتر والسراج على طاولة واحدة، ومن ثم لقاء آخر احتضنته باريس في 29 مايو 2018، والذي اقتُرح فيه تحديد موعد يوم الانتخابات في 10 ديسمبر من ذلك العام، ومن ثم ردت إيطاليا بتنظيم مؤتمر باليرمو في الفترة 13-14 نوفمبر 2018، وعقب ذلك عُقد مؤتمر آخر في أبوظبي في فبراير 2019 خرج باتفاق لإجراء الانتخابات.
وقال ميزران إنه: “من المهم أن نتذكر أن أساس اقتراح ألمانيا لعقد مؤتمر دولي جديد، يكمن في العلاقة القوية التي تربط برلين بتركيا ومصر والتي لا يجب التقليل من قيمتها، بالنظر إلى أن هاتين الدولتين تدعمان طرفي النزاع في ليبيا”.
وأشار كريم ميزران إلى أن العديد من المتخصصين اتفقوا على أن بناء “ليبيا يجب أن يبدأ من القاعدة الشعبية بدلاً من أن يتم من الأعلى إلى الأسفل”، مُشدداً على أهمية إشراك الأطراف المحلية الفاعلة في أي تحرّك يتم بهدف إنهاء الأزمة، مُضيفاً أنها “نظرية بسيطة ولكن من الواضح أنه من الصعب جدًا تطبيقها”.