موضة الموسم !!
إسماعيل كمال
تغييرات كبرى كانت في أغلب الأندية الأوروبية الأبرز ليس من ناحية انتقالات اللاعبين في الميركاتو الصيفي كما اعتدنا بل عل من ناحية العارضة الفنية، فأغلب المدربين “استقالوا ، تمت إقالتهم ، انتقلوا إلى تجربة جديدة” عنوان وتساؤلات سيطرت على عناوين الصحف الرياضية العالمية خلال صيف ساخن.
أتفهم أن لكل بداية نهاية، وأن كل مدرب حصد العديد من الألقاب مع الفريق نفسه يحقّ له تغيير الأجواء والبحث عن تحدٍ جديد، لكن ما لا أستطيع أن أفهمه أن في موسم واحد تم تغيير أكثر من مدرب في البطولة نفسها، رغم أن بعض الأندية كان موسمها ناجحًا وباستفتاء مشجعيها وبفضل مدربها واللاعبين .
الدوري الإيطالي؛ شهد الثورة الأكبر في تغيير المدرب، من استقالات وإقالات وعودة بعض المدربين الذين أخذوا قسطًا من الراحة، فبعد حصد إنتر لقب الدوري بعد أكثر من عشرة أعوام؛ لم تستطع إدارة النادي تحصين مدربها أنطونيو كونتي بعقد جديد أو منحه الثقة ليبقى لموسم جديد، رغم أن عقده لم يكن سينتهي خلال الموسم الحالي، فالخلافات بسبب الأزمة الاقتصادية كان واضحًا رغم تتويج النيراتزوري باللقب 19 على مستوى الدوري، الإدارة الصينية لبطل إيطاليا؛ فكرت في تعويض الفجوة ليست على مستوى اللاعبين بل في الإطار الفني، فلم يكن لها خيارات كبيرة لتعويض رحيل كونتي، الاتفاق كان على ضمّ شخصية تلعب بالتكتيك نفسه الذي قدمه الفريق الموسم الماضي ولا بأس ببعض من الفلسفة الجديدة مع المدرب سيموني إنزاغي مدرب لاتسيو السابق.
أما يوفنتوس، صاحب الشهرة الأكبر على صعيد التتويج المحلي؛ فاستنجد بمدربه السابق ماسيمسليانو أليغري العائد إلى تصحيح مسار “السيدة العجوز”، والتي حلت في المركز الرابع الموسم الماضي وكانت على شفا خطوة واحدة من عدم المشاركة في دوري الأبطال الموسم الماضي مع مدربها السابق الشاب أندريا بيرلو الذي تسلّم الإدارة الفنية للفريق الصيف الماضي خلفًا لماوريتسيو ساري الذي عاد بعد راحة لمدة موسم واحد لتدريب لاتسيو، المفاجأة السارة في السيريا آ؛ كانت عودة “السبيشال وان”، والحديث هنا عن جوزيه مورينيو الذي غاب عن أجواء الكرة الإيطالية منذ عام 2010، عندما توج بكل شئ مع النيراتزوري، وبعدها غادر بلاد البيتزا نحو إسبانيا وإنجلترا ليعود، مجددًا، إلى جنة كرة القدم، وفي قلب العاصمة روما لتدريب الذئاب الموسم المقبل، في أبرز انتقالات المدربين حول العالم خلال هذه الفترة.
نابولي شهدت أيضًا عودة مدرب غاب لموسمين عن قيادة أي فريق بعدما عيّن المدرب لوتشيانو سباليني كمدرب للفريق خلفاً لجينارو غاتوزو الذي تعاقد مع فيورنتينا قبل أن يفسخ عقده بعد شهر تقريبًا بسبب عدم التفاهم مع الإدارة الأمريكية بخصوص سوق الانتقالات.
أما في البريمرليغ، ورغم الحركة القليلة في سوق المدربين؛ كان توتنهام وإيفرتون هما الأبرز من ناحية تغيير من سيقودون العارضة الفنية، فالفريق اللندني استنجد بالمدرب البرتغالي نونو سانتو لموسميْن بعدما قاد وولفرهامبتون لأربع سنوات وصلت انتصاراته مع الفريق الذي أعاده لدوري الأضواء، خلالها، إلى 47%، فيما كان أعاد التوفيز المدرب السابق لغريم المدينة رافائيل بينيتيز، في صفقة قد تشعل صراعًا منتظرًا في البريمرليغ بعدما فكّ الفريق الأزرق عقدة ديربي الميرسيسايد الموسم الماضي في معقل أنفيلد .
الدوري الإسباني “الليغا”؛ شهد أيضًا، رياح التغيير في المدربين في أشهر أنديته ريال مدريد والذي تخلى عن المدرب الشهير زين الدين زيدان قبل موسم من نهاية عقده، عدم الاتفاق مع إدارة النادي الملكي بقيادة فلورنتينو بيريز منذ أواخر الموسم الماضي الذي احتل فيه الفريق الملكي مركز الوصافة خلفًا لجار المدينة أتلتيكو مدريد بطل الموسم، الفريق الملكي؛ لم يتأخر، وفاجأ الجميع بعودة المدرب الإيطالي المحنك كارلو أنشيلوتي لقيادة العملاق الإسباني خلال المواسم المقبلة بعدما فكّ شفرة التتويج الأوروبي في موسم 2014 بحصد “العاشرة” كما يحب جمهور الميرينغي أن يُطلق على لقب الأبطال الغائب حينها .
في فرنسا،أيضًا؛ لم نعتد على أن بطل الدوري يتغير كثيرًا في المواسم الأخيرة بحكم سيطرة أبناء العاصمة “باريس سان جيرمان” على الألقاب المحلية؛ إلا أن ليل فنّد كل هذه المزاعم بعدما حصد لقب الموسم الماضي بجدارة بفضل مدرب كريشتوف غالتييه، الذي غادر الفريق مباشرة، بعد التتويج باللقب.
السؤال الذي أطرحه دائمًا، هل المدرب هو المسؤول الأول في تحقيق الألقاب ؟ ماذا لو لم يتغير شكل التدريب في العقد الأخير ؟ مدربون شباب في أولى تجاربهم؛ وصلوا إلى ما كان يطمح إليه أكبر المدربين في التاريخ ، بحصد ألقاب كبرى في الدوريات المحلية والتتويج بالبطولات الأوروبية الأبرز في فترة زمنية وجيزة، لكن ما يحصل في الفترة الأخيرة ربما يكون “صدفةً” في أغلب الدوريات بعدما كان على مستوى انتقالات اللاعبين، أو أن جائحة كورونا أثّرت على المردود المادي للمدربين بعدما عصفت بأرباح الأندية الكبرى في فترة وجيزة، أو أن هذه الفترة بالفعل تعدّ “موضة الموسم الجديد” .