موسيقى البوب الكوري تتخطى حدود سماء الفن
منى الفيتوري
أصبحت موسيقى البوب الكورية ظاهرة فنية في السنوات الأخيرة، وشاهدنا من خلالها أغان لفرق من كوريا الجنوبية استطاعت التأثير في عالم الموسيقى ومتابعيه، وحتى الذين لا يتهمون بالموسيقى كثيراً بمجرد أن يسمع الأغاني الكورية، فإن شعوره يتغير إيجابيا ومزاجه ينسجم مع لحن الأغنية حتى وإن لم يفهم معنى كلماتها.
الموسيقى لغةٌ يستطيع العالم أن يعبر بها عن الثقافة، وموسيقى الكيبوب، أو البوب الكوري تختلف عن الفن الأصلي الكوري لكن هي ثقافة عصرية تطورت مع السنوات في كوريا الجنوبية واشتهرت خارج حدود كوريا في مختلف بلدان جنوب شرق آسيا، وتعدت الحدود ووصلت إلى العالم العربي والغربي من خلال فرق شبابية اشتغلت على نفسها، ويجب ذكر الأغاني التي من خلالها اهتم عدد كبير بهذا النوع من الموسيقى في عام 2009 مثل أغنية Sorry Sorry لفرقة Super Junior وأغان أخرى اشتهرت أكثر بفضل اليوتيوب وأكبر مثال أغنية Gangnam Style للفنان ” ساي” تحصلت وقتها على 100 مليون مشاهدة في 51 يوما من صدورها واليوم هي أكثر الأغاني مشاهدة في تاريخ اليوتيوب ولكن هذه تعتبر نجاحات تظهر ما بين الحين والآخر مثلما نشاهد في الفن العالمي، إذ ليس باستطاعة الجميع المحافظة على استمرارية النجاح، إلى أن ظهرت على الساحة فرقة BTS التي أخذت المرتبة الأولى في تصنيف Billboard 200 بـألبومهم Love Yourself: Tear ، وغير ذلك النجاحات المستمرة والمراكز التي تحصلت عليها أغانيهم سواء كفرقة أو كـفنان منفرد، أول ألبوم كوري يتصدر مرتبة مرتفعة في مخطط الألبومات الرسمية في المملكة المتحدة، أول فنان آسيوي يقدّمُ أداءً موسيقيًا في حفل جوائزِ بيلبورد الموسيقي والفرقة الكورية الاولى التي تصل إلى المركز الأول في مخطط آيتونز للأغاني ودخول الفرقة موسوعة جينيس للأرقام القياسية لأكبر قدر من التغريدات على تويتر لفرقة موسيقية وغيره من الإنجازات المميزة .
خاضت فرقة BTS تجربة فيها صعوبة وتعب، لكن حققت من خلالها بصمة لن تنسى ابداً، ووقف معها معجبينها واسمهم ” ARMY ” في جميع اللحظات الجميلة والقاسية، وزادت القاعدة الجماهيرية خلال السنوات اللي فاتت، لأن كل شاب في الفرقة كان يتصرف بعفوية وكل عضو منهم يمتلك شخصية تختلف عن الآخر، بالإضافة إلى اختياراتهم في كلمات الأغاني والرسائل التي يحاولون إيصالها في كل أغنية. وكان آخر حفل قامت الفرقة بتقديمه بعد إلغاء جولتها التي كان من المفترض إقامتها في إبريل الماضي بسبب انتشار فيروس كورونا، أونلاين على اليوتيوب بعنوان ” MAP OF THE SOUL ON:E ” وخوفاً من غياب جمهورهم الكبير في أنحاء العالم قاموا بتجهيز حفل افتراضي ضخم مجهز بكل التقنية الحديثة وقوائم موسيقية متنوعة، وحضر هذه الحفلة أكثر من 100 مليون معجب من مختلف دول العالم . تحدثت عن الفرقة ويجب أن أتحدث عن فرق كورية استطاعت أيضاً الحصول على عدد كبير من مشاهدات واهتمام جمهور هذا الفن والتأثير فيه، مثل فرقة Blackpink وفرقة Monsta X وفرقة Super junior وغيرها من التي تقدم محتوى مختلف وجديد في كل مرة.
ومن خلالهم انتشرت موسيقى البوب الكوري في العالم أكثر وغطى على أنواع موسيقية أخرى ومن الواضح أنها المسيطرة من فترة على الساحة الفنية العالمية ، وشاهدنا تعاونات ما بين فنانين كوريين وعالميين غير ذلك إن في بعض منهم معجب ببعض الفرق الكورية
ولأني متابعة لفن الكيبوب ، تعرفت على شغل الشركات الخاصة بالإنتاج الموسيقي في كوريا الجنوبية بحيث تعتبر مركز قوة لكل فنان التحق بها، وشغلهم يبدأ بتجارب الأداء واختيار الأنسب ويشتغلوا عليه قبل أن يظهر بأول عمل له للجمهور، سواء مع فرقة أو منفرد. الشركة تعلم ما هو الأفضل لكل من يوقع عقد معها وتلتزم بحياته من أكل وشرب وتدريبات وغيرها من الاحتياجات التي تقدم للموهبة فرصة يسير من خلالها على سلم الشهرة والنجوميـة ، لكن لا يخلو الأمر من أنَّ هناك مؤسسات فيها مشاكل وفضائح تنتشر بعد فترات على وسائل الإعلام ، لكل جانب مشرق جانب مظلم، لكن في مؤسسات معروفة نجحت في تقديم فكرة جيدة على الشركة الناجحة والمهنية في الفن الكوري للناس ولـ وسائل الإعلام.
ومن خلال الموضوع الذي قمت بطرحه وباختصار لماذا لا يكون هناك اهتمام بالشركات العربية التي تساعد في الموهبة الفنية منذ بدايتها ؟ لماذا كل موهبة شاركت في مسابقات عربية اختفت أو ساعدت نفسها وحاولت النجاح ! إلا طبعا من تحصل على فرصة العمر ومن تبنى موهبته لسنوات .. نجاح الكيبوب ” البوب الكوري” بدايته الاهتمام ووجود الشركات الفنية المختلفة ومع وجود ثقافة الحفلات الفنية المستمرة وتبني المواهب ودعمها بشكل حكومي أو خاص ، برأيك لماذا برغم وجود شركات إنتاج عربية لكن لا يوجد إلا بعض الأغاني التي استطاعت أن تصنع ضجة !؟ .. لماذا الفن العربي لا يمكنه صناعة “الضجة” التي صنعها الفن الكوري ” كيبوب ” على الرغم من أنه مستحدث وخلال سنوات بنى لنفسه مكانا وجمهورا كبيرا، خاصة في وقت السوشيال ميديا وتأثير المشاهدات على أي عمل فني .