موسم الحج إلى طنجة
الدكتور مسعود السلامي
بعد أن سبقه مجلس النواب بالذهاب إلى طنجة لإجراء لقاء تشاوري بين فرعيه الشرقي والغربي، لحق به يوم أمس” المارد” الآخر مجلس الدولة، أيضا لإجراء لقاء تشاوري مع مجلس النواب المتواجد أعضائه منذ أيام في طنجة. وحسب ما ورد من أخبار سمعنا بها نحن الليبيون البسطاء أن أعضاء مجلس النواب ومجلس الدولة تنادوا أفرادا وجماعات للتشاور والتحاور وإيصال الليل بالنهار في فنادق طنجة الفخمة الزوينة من أجل أن يخرج الدخان الأبيض ويتوصلوا لاتفاق جامع مانع لحل الأزمة الليبية وإهداء هذه الفرحة لليبيين مع قدوم السنة الجديدة.
لكن ما الذي دفع هؤلاء وهؤلاء للذهاب إلى طنجة والتحاور هناك؟ هل هناك مبررات قانونية أو دستورية أو خلافه فرضت عليهم اللقاء هناك؟ ألم تكن غدامس الليبية جاهزة ومستعدة لاستقبال هؤلاء الأبطال، بدلا من الاجتماع خارج الوطن وضياع عشرات الملايين من العملة الصعبة في اجتماعات لا طائل من ورائها، تم منذ متى اجتمع مجلس النواب جلسة كاملة النصاب وتم فيها الاتفاق على شيء، اللهم إلا تلك الجلسة اليتيمة التي اتفقوا فيها وبالإجماع على مرتباتهم الضخمة وامتيازاتهم المتعددة، تفرقوا بعدها في منتجعات وفنادق القاهرة واسطنبول وتونس وغيرها، ومنذ متى اتفق مجلس النواب ومجلس الدولة على شيء يذكرهم به الليبيون بالخير؟ ولكن لماذا الذهاب للتشاور في طنجة في هذا الوقت بالذات؟ الجميع يعلم أن هناك جلسات حوار في تونس من أهم مخرجاتها الأولية الاتفاق على إيجاد مخرج للأزمة بعيدا عن هرطقة هذين المجلسين، أي سحب البساط من تحتهما، ولأنهما وفق قناعة البعثة الأممية ودول العالم هما جزء من المشكلة ولن يكونا أبداً جزءاً من الحل.
طيلة أكثر من 6 سنوات لم يشعر هؤلاء النواب بالخجل من أنفسهم ومن الليبيين وعملوا أي شيء مفيد ولو بحجم حبة حمص، أو على الأقل انزاحوا من على صدور الليبيين الجاثمين فوقها منذ سنوات.
إن مجلس النواب ومجلس الدولة بقايا شاهدة زور على الفساد وتدمير وتخريب ونهب وسلب بلادهم، وفقدان الشرعية والمشروعية القانونية والشعبية والأخلاقية، ولن تجدي محاولاتهما البائسة للمراوغة وخداع الليبيين من أجل البقاء كالديناصورات المحنطة في السلطة سواء اجتمعوا في طنجة أو حتى في المريخ.