موسكو وكييف ترحبان بالمبادرة الأممية لوقف القتال
خلال إحاطتها التي قدمتها أمام مجلس الأمن الدولي، في الاجتماع الذي خصص لبحث آخر مستجدات الأوضاع الإنسانية في أوكرانيا، كشفت نائبة المنسق الأممي لشؤون الإغاثة الإنسانية، جويس مسويا، أن كلا من موسكو وكييف أبدتا ترحيبًا بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الطرفين، إلى هدنة إنسانية ووقف فوري للقتال في أوكرانيا، للسماح بمفاوضات سياسية جادة والتوصل لاتفاق سلام يستند إلى مبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
المسؤولة الأممية مسويا؛ أشارت في إفادتها إلى أن غوتيريش طلب من وكيله للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث العمل بشكل عاجل مع الأطراف بشأن الترتيبات الممكنة لتحقيق وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، مضيفة أن مارتن تواصل بالفعل مع الطرفين وسوف يسافر إلى المنطقة في غضون أيام؛ لإتمام المهمة، وفي إحصائية جديدة، أشارت مسويا إلى أنه حتى السابع والعشرين من هذا الشهر قتل أكثر من ألف ومائة وتسعة عشر أوكرانيا، من بينهم تسعة وتسعون طفلا، فيما يفتقر سكان مدن، مثل ماريوبول، خاركيف، تشيرنيهيف، إلى الطعام والماء والأدوية والكهرباء.
نائبة المنسق الأممي أشارت أيضًا في إفادتها إلى أن “المخاطر الأمنية تعيق جهود الوصول الإنساني للمحتاجين”. منوهة بأن “أكثر من عشرة ملايين شخص – بما في ذلك أكثر من نصف سكان أوكرانيا من الأطفال – فروا من منازلهم، وهذا يشمل ستة ملايين ونصف المليون شخص من النازحين داخليًا، بينما عبر أكثر من ثلاثة ملايين وتسعمائة ألف لاجئ إلى الدول المجاورة، ولفتت مسويا إلى وجود أكثر من ألفين وثلاثمائة من موظفي الأمم المتحدة يعملون داخل أوكرانيا حاليا، معربة عن قلق المنظمات الإنسانية من تنامي مخاطر الاتجار بالبشر وكذلك العنف والاستغلال الجنسي، خاصة ضد الأطفال.
وحذرت المسؤولة الأممية من أن “التداعيات العالمية لهذه الحرب باتت أكثر وضوحا مع مرور كل يوم، حيث تهدد بجعل الأمور أسوأ بكثير في أكبر الأزمات الإنسانية بالعالم. في ظل مواجهة العديد من البلدان انعدام الأمن الغذائي، والهشاشة الاقتصادية، وتضررها بشدة من ارتفاع أسعار الغذاء والوقود.
وفي الاجتماع ذاته لمجلس الأمن، طالب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير، فاسيلي نيبيزيا، الدول الغربية بضرورة “التوقف عن تزويد نظام كييف بالسلاح والتسبب في أزمة غذاء عالمية ومجاعة في العديد من دول العالم”.
السفير نيبيزيا؛ اتهم واشنطن وحلفاءها بتأجيج الأزمة الأوكرانية عبر تزويد نظام كييف بالسلاح، مشيرًا إلى أن الدول الغربية تحاول إخفاء دورها في إثارة هذه الأزمة، والتظاهر بعدم وجود علاقة بينها وبين إنشاء دولة معادية لروسيا لأغراض جيوسياسية، مذكرًا بالحروب الاختيارية التي خاضتها هذه الدول على يوغوسلافيا وأفغانستان وسوريا والعراق وليبيا.