مواقف دولية “تُقرّب” ليبيا من طاولة الحوار
يمكن أن يطلق على هذا الأسبوع الليبي عنوان “نحو السلام”.. تتجه فيه مؤشرات الأزمة الراهنة إلى استئناف العملية السياسية لا العسكرية بالعودة إلى طاولة الحوار بعد التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، لكن هذا لن يكون بين ليلة وضحاها كما يشير مراقبون ومطلعون على تعقيدات الأزمة التي ترعاها أطراف دولية وتغذيها إقليمية.
وأبدت ما باتت تعرف بالدول الستة (أميركا ومصر وبريطانيا والإمارات وإيطاليا وفرنسا)، قلقها إزاء ما أسمته الأعمال العدائية المستمرة في طرابلس، داعية إلى وقف القتال فورا والعودة إلى العملية السياسية برعاية الأمم المتحدة، مبينة أن الصراع أدى لتحرك الجماعات الإرهابية لاستغلال الفراغ الأمني في البلاد.
من جهته يستعد البرلمان الليبي لزيارة عمل رسمية إلى واشنطن خلال الأيام المقبلة، في مهمة تتضمن نقل رسالة من قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر، إلى إدارة الرئيس دونالد ترامب، وهي أول زيارة من هذا النوع لوفد من البرلمان.
بدوره بحث المبعوث الأممي غسان سلامة مع وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد في أبوظبي إيجاد السبل لوضع حد للاقتتال في ليبيا والعودة للعملية السياسية.. وفي هذا السياق اعتبر وزير الخارجية الإماراتي أنور قرقاش أن بيان الدول الست حول ليبيا والداعي إلى وقف فوري للعمليات القتالية يمثل إرادة المجتمع الدولي ويعد أولوية للعودة للمسار السياسي.
إقليميا أيضا، يدعو وزير الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، السلطات الأميركية إلى الضغط أكثر على أطراف الصراع الليبي من أجل دفعهم للجلوس إلى طاولة الحوار، وقال إنه التقى وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو وتحدثا عن ليبيا ودعاه لأن يكون لهم دور أكثر إيجابية وأكثر بروزا للمساعدة على إيجاد حل سلمي توافقي يمكن الليبيين من الخروج من الأزمة.
المواقف تتقارب ولكن مقابل ذلك يقول وزير خارجية الوفاق محمد سيالة إن رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج وجه رسالة إلى ترامب طلب فيها تطوير الموقف الأميركي إلى موقف داعم لحكومته، موقف أكثر وضوحا بشأن ما وصفه بالعدوان على طرابلس.. ويشي تصريح سيالة بأن فريق السراج عكس الجميع ويضع أمله في حل عسكري يحلم بتغطيته جويا من الأميركان كما جرت العادة.