مواجهات وبيانات ودعوة لقمة عربية طارئة
مع انتهاء مهلة الأمم المتحدة لتحقيق توافق حول مسودة الاتفاق بين كل الأطراف الليبية، تحولت الأجواء في بعض مدن ليبيا إلى أجواء عسكرية بامتياز، وذلك مع بدء عملية " الحتف" في بنغازي، التي أثارت ردود فعل مختلفة، نتج عنها إطلاق مجلس النواب الليبى مناشدة عاجلة لجامعة الدول العربية لعقد جلسة طارئة على مستوى القمة العربية، من أجل مناقشة الشأن الليبى ومستجداته الخطيرة، وذلك رداً على بيان بعثة الأمم المتحدة الذى يساوى فيه بين الجيش الليبى والجماعات المتطرفة، والذي اعتبر فيه أن "عملية الحتف" تسعى إلى تقويض الحوار السياسي الهادف إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية عبر إطلاق حملة عسكرية جديدة في مدينة بنغازي في شرق البلاد وأن توقيتها يهدف إلى تقويض الجهود المستمرة لإنهاء الصراع.
وفي حديث للنائب عزالدين قويرب اتهم فيه المبعوث الأُممي لدي ليبيا برناندينو ليون بتأجيج الرأي العام ضد مشروع الحوار بتصريحاته المتسرعة على حد وصفه. مضيفاً لـ 218TV أن هذه الأوقات العصيبة والمفصلية فى عمر الدولة الليبية تجعل العبء يكون كبيراً على البعثة الأممية المطالبة بتشكيل حكومة الوفاق الوطني قبل إنتهاء شهر سبتمبر الحالي. وقال بأن مجلس النواب أصدر بياناً أكد فيه أهمية العمليات العسكرية في بنغازي باعتبارها حرب الشعب الليبي والدولة الليبية ضد الجماعات الإرهابية التي لا تؤمن بالدولة المدنية.
من جانبة تحدث عضو مجلس النواب علي التكبالي لـ 218TV قائلاً بأن المجلس أتخد قرارا نهائيا بعودة فريق الحوار المشارك بمفاوضات الصخيرات مفيدا بأن هناك أمور تحدث خارج نطاق سمعنا وبصرنا كمجلس وهي تخص الرئيس وبعض أعضاء لجنة الحوار الرافضين لمبدأ العودة وتدارس مستجدات التوافق النهائي.
دفعت هذه الأوضاع المتأججة الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي إلى إصدار بيان مشترك جاء فيه أن "هذا التصعيد في العنف يظهر الحاجة الملحة لاكمال عملية الحوار السياسي بأسرع ما يمكن."
كما دفع الخارجية المصرية إلى إصدار إدانة انتشار الإرهاب فى ليبيا نتيجة التأخر في التوقيع على الاتفاق. معتبرة في بيان صدر عنها وصلت 218TV نسخة منه أن هذا التأخير يثير شكوكا كبيرة حول دوافعه، حيث يعتبره البعض تأخيرا مقصودا يستهدف إشاعة الفوضى. الأمر الذي يشكل تهديداً مباشراً للأمن القومى المصري ولدول الجوار الليبي على حد تعبير الناطق باسم الخارجية المصرية المستشار أحمد أبو زيد.
وأدانت أيضا الخارجية الجزائرية بشدة التصعيد الأمني وخاصة الغارات الأخيرة للطيران على مدينة بنغازي، موضحة أن "هذه الأعمال العسكرية، بالإضافة إلى ترويعها للسكان المدنيين والزيادة في معاناتهم، فإنها تبعد فرص الحل السلمي وتهدد بتقويض الجهود التي ما فتئت تبذلها الأمم المتحدة ودول الجوار، لإيجاد مخرج للأزمة".