مهمة دفاعية لـ “ناسا” على بعد 11 مليون كيلومتر من الأرض
يفترض أن تصطدم المركبة الفضائية “دارت” أي السهم الصغير بعد أقل من عام بأحد الكويكبات في عملية وصفت بأنها دفاع كوكبي وتهدف إلى حرف مساره .
حيث ستضرب هذه المركبة الفضائية هدفها الذي يبعد عن الأرض بمسافة 11 مليون كيلومتر ، بعد عشرة أشهر، ويحصل الاصطدام في اللحظة التي يكون فيها الكويكب عند أقرب مسافة له من الأرض.
وتقول “ناسا” إن الهدف مزدوج في الواقع، إذ هو عبارة عن كويكب كبير يحمل اسم “ديديموس”، ويبلغ قطره 780 متراً، أي ضعف ارتفاع برج إيفل، ويوجد في المدار حوله القمر “ديمورفوس” الذي يبلغ قطره 160 متراً أي أنه أطول من تمثال الحرية.
وبهذا القمر؛ سترتطم المركبة بسرعة 24 ألف كيلومتر في الساعة، علماً أنها أصغر منه بنحو مائة مرة؛ مما سيؤدي إلى تطاير أطنان من المواد، في حين أوضحت الباحثة من مختبر الفيزياء التطبيقية في جامعة جونز هوبكنز التي تدير المهمة بالشراكة مع “ناسا”، نانس تشابوت، أن هذا الاصطدام لن يدمر الكويكب بل سيُوجّه ضربة صغيرة له، وسيَنجم عن ذلك خفض مدار الكويكب الصغير حول الكويكب الكبير بنحو 1% فقط.
ورأى الباحث من جامعة جونز هوبكنز، آندي تشنغ، أن هذا الاختبار سيتيح تكوين فكرة عن مقدار القوة التي يستلزمها حرف كويكب عن مساره كي لا يصيب الأرض ،مشيراً إلى أنه قبل عشرة أيام ستطلق المركبة الرئيسة قمراً اصطناعياً صغيراً يُستخدم نظام الدفع الخاص به ليَحرف مساره الخاص قليلاً، ثم سيطير القمر الاصطناعي بعد ثلاث دقائق من الاصطدام فوق “ديمورفوس” لمراقبة آثار الارتطام.
وتقدر التكلفة الإجمالية لهذه العملية بنحو 330 مليون دولار.
جديرٌ بالذكر أن نحو 27 ألف كويكب معروف على مقربة من الأرض في الوقت الراهن، ويعد كويكب بينو، الذي يبلغ قطره 500 متر، أحد كويكبيْن تم تحديدهما في النظام الشمسي يُشكّلان أكبر خطورة على الأرض ،لكن احتمال اصطدامهما بالأرض من الآن وحتى سنة 2300؛ لا يتعدى 0.057%.