مهتمون بالشأن العام يناقشون عبر “البلاد” عرقلة الانتخابات
طرحت حلقة برنامج “البلاد” أمس الأربعاء، على طاولة النقاش ما دار من حديث الساعة الليبية خلال 10 أيام من فتح باب الترشح، مُستعرضة تقدّم 10 منافسين للرئاسة و826 للبرلمان، وما إذا كانت الدعوات المعارضة للعملية الانتخابية يُمكنها عرقلة هذا الاستحقاق.
اعتراض مُنظّم
بدأ ضيف حلقة البلاد خبير العلاقات الدولية والشؤون السياسية فتحي التربي، حديثه، بالإشارة إلى أن القبول للترشح وممارسة الديمقراطية شيء جيد، فحسب الإحصائيات المنشورة هناك مليونان و800 ألف مسجل في الانتخابات، وهذه الإحصائية جيدة مقارنة بالدول المتقدمة في أمريكا مثلاً حيث لا تزيد أعداد المسجلين للانتخاب 30٪، والنسبة في ليبيا الآن تجاوزت الـ 80٪، وهذا الرقم بحسب وجهة نظره رقم قياسي وبداية لشرعية جديدة في ليبيا.
ويتفق المحلل السياسي إسلام الحاجي مع رأي فتحي التربي فيما يتعلق بالترشح، لافتاً إلى أنه من حق الجميع أن يعترض على قوانين الانتخابات وعلى الطريقة التي ستتم بها، ولكن مع ضرورة الالتزام بنظام الدولة.
ويرى الصحفي والمتابع للشأن العام إدريس احميد، أن الاعتراض المُنظّم ينعكس على التجربة الانتخابية.
وأضاف: مما لا شك فيه أن المخاض السياسي في ليبيا على مدى العشر سنوات الماضية أفرز العديد من التجارب المختلفة. مطالباً بضرورة الفصل بين الخلافات الحاصلة حالياً، متسائلاً: هل هي من أجل المصلحة العامة أم هي خلافات شخصية؟
العرقلة والدعم
في هذا الشأن قال فتحي التربي: إن عرقلة العملية الانتخابية سلوك غير صحي، ولكن الوقت حان لانتقال ليبيا إلى الشرعية الصحيحة، وأن يكون للدولة رئيس له هيبة وشرعية يعيد بها سيادة البلد.
وواصل حديثه بقوله: إن أسماء المعرقلين للعملية الانتخابية معروفة وواضحة، فعلى سبيل المثال خالد المشري، وأيضاً حكومة الوحدة الوطنية التي نسيت دورها الأساسي وهو المساهمة في تعزيز العملية الديمقراطية.
وأوضح إسلام الحاجي، أن ثمة عاملَيْن أساسيَين لنجاح العملية الانتخابية وهما: الزخم الشعبي الكبير ومدى التوافق الذي كان من الأهم البحث عنه منذ فبراير الماضي وليس الآن ونحن على مقربة من انتخابات 24 ديسمبر. إن ما حدث في مؤتمر باريس دليل أن هناك إجماعاً دولياً على ضرورة إجراء الانتخابات التي سيتم عن طريقها اختيار رئيس منتخب، وأيضاً برلمان منتخب، كل ذلك من أجل التعامل مع دولة حقيقية.
وبحسب فتحي التربي، من الصعب التكهن أن يكون هناك توافق على نتيجة الانتخابات، خاصة مع ظهور سيف الإسلام القذافي، لافتاً: هذا الظهور غريب وليس في وقته المناسب، ومن الملاحظ أن هناك إقبالاً على اختياره بدون تمعّن.
وأضاف التربي: “أعتقد أنه ليس له حظوظ نجاح” وأغلب المترشحين اليوم ليس لهم مشاريع انتخابية واضحة، باستثناء الدكتور عارف النايض.
وبخصوص سؤال برنامج “البلاد”، هل يمكن الحكم على مرشحين دون غيرهم قبل انتهاء المدة الزمنية لإغلاق باب الترشح من قبل المفوضية العليا للانتخابات؟ يقول إسلام الحاجي: في البداية نستطيع الحكم على بعض الشخصيات المعروفة من قبل تاريخ 2011، وما بعده، على سبيل المثال ترشح سيف الإسلام القذافي في هذا الوقت سبّب إرباكاً في المشهد السياسي.
أسباب العرقلة
عن هذه الأسباب قال إسلام الحاجي: إن أسباباً كثيرة للعرقلة منها الشخصية والمؤسساتية، وهناك من يعرقل لأسباب سياسية.
وفي ختام، حديثه أوضح فتحي التربي: أن هناك عقوبات شديدة جداً ستُفرض على كل معرقل للعملية الانتخابية، قد تطال رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة.