مهاجرون تخلوا عن أوروبا.. “ويجنون ذهبا” في ليبيا
(رويترز)- في شارع بمدينة مصراتة الليبية يُعرف باسم “طريق العمال” يجلس عشرات المهاجرين الأفارقة على جانبه مع بزوغ الفجر انتظارا لاقتناص فرصة عمل مؤقت بنظام اليومية.
ويستقر المقام بهؤلاء المهاجرين غير القانونيين، الذين حالت الأوضاع دون سفرهم لأوروبا كما كانوا يأملون، في مصراتة. وهم ينتظرون لساعات كل صباح من أجل فرصة عمل ليوم أو حتى لبضع ساعات.
وعادة ما يمر من طريق العمال أصحاب متاجر وتجار أو عمال بناء بحثا عمن يقدم لهم يد العون، مؤقتا، في أعمالهم من هؤلاء العمال المنتظرين.
وهذا العمل المؤقت يمكن أن يوفر للمهاجر من هؤلاء بين 80 و150 دينارا ليبيا يوميا (بين 59 و109 دولارات تقريبا)، وهو مبلغ يكفي لتغطية نفقات المعيشة بل وإرسال جزء للأقارب في البلد الأصلي.
وقال عامل مهاجر من النيجر يدعى رمضان “أنا من سنة ونص… الصبح من بكري أني أجي هنا المحطة. بعد انتظار ساعة أو ساعتين أتحصل على عمل، الحمد لله مرة فيه فلوس، مرة ما فيش، توا الحمد لله، الحمد لله”.
ويعيش معظم المهاجرين في مجمعات أقامتها شركات إسكان خاصة. ويمكن أن يتقاسم ما يصل إلى خمسة مهاجرين الشقة الواحدة ويوزعوا الإيجار الشهري على بعضهم ليدفع كل منهم نحو 100 دينار شهريا.
وليبيا طريق شائع لكثيرين من غرب أفريقيا يفرون من العنف والصعوبات الاقتصادية، ومن لا يتجهون بقوارب تعبر البحر المتوسط إلى أوروبا ينتهي بهم المقام في مخيمات بأنحاء البلاد.
لكن القليل من المهاجرين هم من يجدون فرص عمل دائمة لبعض الوقت أو كل الوقت في مصراتة.
وعن ذلك قال مهاجر متزوج من النيجر يدعى منصور “أشتغل قليل لكن أحمد الله. هنا أفضل من أوروبا. إنه لأمر صعب أن تلقى حتفك في البحر المتوسط عندما تحاول السفر لأوروبا. أمر غير مستحب”.
ويرسل منصور مالا لزوجته وطفليه في بلده.
وقال مهاجر من نيجيريا يعمل في ورشة ويدعى العالم “أنا جئت لليبيا من أجل المال. أنا لدي طفل وزوجة يحتاجون لطعام والآن أنا لدي عمل ولدي المال وأقوم بإرسال المال لزوجتي ولله الحمد”.
ووصل ما يزيد على 600 ألف مهاجر إلى إيطاليا، معظمهم أبحر من ليبيا، منذ عام 2014 بينما قُتل نحو 13 ألفا أثناء محاولتهم العبور إلى أوروبا في أسوأ أزمة هجرة تتعرض لها القارة العجوز منذ الحرب العالمية الثانية.