من يُنقذ أهالي منطقة قصر بن غشير؟
“كُنّا نعتقد أن حكومة الوفاق ستتحرك وتُنقذنا من هول الحرب ودمارها، ومازلنا ننتظر أحدهم أن يطالب بإنقاذنا نحن النازحين من قصر بن غشير”، هذه كلمات شاهد عيان وأحد أهالي المنطقة، خلال حديثه مع موقع 218 في ساعة متأخرة من ليلة السبت.
وهو يحكي أوضح أن المنطقة دخلت في مرحلة لا يمكن وصفها، دمار وخراب وأصوات القذائف التي لم تتوقف، مع صمت رهيب لأهلها، الذي قرّروا الخروج منها بشكل كامل، وهُم لا يعلمون متى يعودون إليها، وهل ستلتفت إليهم الجهات الرسمية؟
بمرارة وحسرة، يحكي شاهد عيان، عن ما يدور في منطقته وكيف أصبحت منطقة أشباح يُخيّم عليها الظلام وروائح البارود، وبعض الصراخ الذي يطلقه المسلحين خلال اشتباكاتهم وإطلاقهم للقذائف. حتى الطائرات الحربية أصبحت تُداوم في أجواء المنطقة وتطلق بعض ذخيرتها، وتترك بعد مغادرتها، بقايا بيوت. كُلّ هذا يحدث في غياب الجميع، الذين كُنّا نعتقد أنهم سيأتون لإنقاذنا، هكذا ختم حديثه وأعلن الصمت بعدها.
وعاشت منطقة قصر بن غشير، يومًا قاسيًا، بعد مقتل طفلين نتيجة لسقوط قذائف عشوائية على بيوتهم. وخرج بعدها من تبقّى فيها مُسرعًا تاركًا خلفه كُلّ شيء، لا لشيء فقط لأجل إنقاذ الأطفال وكِبار السنّ والمرضى، وأهلهم، بعيدا عن أصوات الدمار والخراب.