من يوميات فيرجينيا وولف
الأربعاء، 7 أغسطس، 1918
ترجمة الكاتب عمر أبو القاسم الككلي من يوميات فيرجينيا وولف.
يوميات أشهام أفرغتني من ملاحظاتي المدققة للزهور والسحب والخنافس وسعر البيض، ولكوني وحيدة لا يوجد حدث آخر أسجله. مأساتنا كانت سحق يسروع، مصدر إثارتنا كان عودة الخدم من ليويس البارحة محملين بكل كتب الحرب التي وجدوها هناك ومراجعتي لكتاب بالإنغليزية، مع ما كتبه بريلسفورد عن عصبة الأمم وقصة كاثرين مانسفيلد “سعادة”.
ألقيت “سعادة” أرضا بتعجب.” لقد انتهت!”. حقا لا أستطيع أن أتبين كيف أن الإيمان الجم بها كامرأة أو كاتبة يمكن أن يستمر بعد قصة من هذا النوع. عليَّ القبول بواقع أن ذهنها، أخشى، تربة سطحية، مطروحة بعمق إنش أو إنشين فوق صخرة جرداء. لأن “سعادة” طويلة بما يكفي لأن تعطيها فرصة المضي أعمق.
إلا أنها قانعة بذكاء سطحي، والتصور كله فقير، ورخيص، ولا توجد رؤية، مهما كانت قاصرة، تدل على ذهن يلفت الانتباه. وهي تكتب بشكل سيء أيضا. وكان التأثير مثلما أقول، أن تعطيني انطباعا بفظاظتها وتصلبها كإنسان. سأعيد قراءتها، ولكنني لا أعتقد بأنني سأتغير. ستمضي في فعل هذا الشيء الملائم لها ويرضي مورى. أنا مرتاحة الآن أنهما لم يأتيا. وهل من العبث قراءة كل هذا النقد لشخصيتها في قصة.
على أية حال كنت سعيدة جدا لمضيي مع بايرون. فهو لديه على الأقل فضائل الذكر. أنا مستغربة لسهولة تخيلي ما له من تأثير على النساء – خصوصا على أولئك الغبيات أو غير المتعلمات، غير القادرات على صده. عديدات، أيضا، يتمنين استعادته. منذ أن كنت طفلة (مثلما كان غيرتلر ليقول، كما لو كان هذا سيؤكد كونه شخصا متميزا) كانت لدي عادة الحصول على سيرة كاملة برغبة بناء صورة متخيلة للشخص من خلال كل خبر يمكن أن أحصله عنه. خلال فترة الولع يمكن لاسم من مثل كاوبر أو بايرون أو أي كان، يشغل عددا غير متوقع من الصفحات. وعندها تصبح الصورة، فجأة، بعيدة ومجرد صورة معتادة للخلو من الحياة. أنا متأثرة جدا بشدة رداءة شعر بايرون – من مثل الاقتباسات عن مور بإعجاب يكاد يستعصي على التعبير.
لماذا يعتقدون بأن محتوى هذا الألبوم أبهى نيران الشعر؟. إنه بالكاد يُقرأ أفضل من ل. إي. ل. أو إيلاَّ ويلر ويلكوكس. ولقد أثنوه عن فعل ما يعرف أنه يستطيع إتيانه، وهو الكتابة الساخرة. فلقد عاد من الشرق بأهجيات (معارضات لهوراش) في حقيبته وقصيدة تشايلد هارولد. لقد جرى إقناعه بأن تشايلد هارولد أفضل قصيدة كتبت. إلا أنه، كشاب، لم يؤمن أبدا بشعره: وهذا دليل، لدى هذا الشخص الوثوقي dogmatic المعتد، على أنه لم يكن موهوبا. مقلدو وردزورث وكيتس آمنوا بذلك بقدر ما آمنوا بأي شيء. بالنسبة إليه، شخصيته تذكرني غالبا بشيء من روبرت بروك، على الرغم من أن هذا ليس في صالح روبرت. وأيا كان الأمر فإن بايرون يمتلك قوة فائقة، ورسائله تثبت هذا.
وأيضا يمتلك، بطرق متعددة، طبيعة حساسة: فرغم أنه لا أحد تمكن من حرمانه عواطفه أصبح أشبه بهوراس كول أكثر مما يمكن للمرء أن يتمنى. لا يمكن الضحك عليه إلا من قبل النساء، إلا أنهن، بدلا من ذلك، عبدنه. لم أتطرق حتى الآن إلى ليدي بايرون، إلا أنني أفترض أنها، بدلا من الضحك، كانت تكتفي بمجرد الرفض. وهكذا صار هو بايروني.