من سرت إلى الموصل.. تساؤلات حول “خُرافة البغدادي”
218TV.net خاص
تلقى تنظيم داعش ضربة جديدة موجعة بخسارته مدينة الموصل العراقية بعد أن جثم على صدرها حوالي 3 سنوات تخللتها أعمال وحشية أماطت اللثام عن فضاعة لم يشهدها التاريخ.
ويُسجل لليبيين أنهم أول من هب ضد الاحتلال الداعشي، بعد مكوثه زهاء 8 أشهر في مدينة سرت، لتنتقل العدوى الحسنة إلى العراق، وفعلا انتهى أمرهم في الموصل، وجاري إعداد العدة لاجتثاث هذا “السرطان” من سوريا.الآلاف منهم في كل مدينة احتلوها، وبمجرد أن تضع الحرب أوزارها تتلاشى هذه الآلاف ولا نرى سوى بضع من القتلى والأسرى كما شاهدنا في سرت.
الحرب في سرت والموصل تجمعها قواسم مشتركة عديدة أهمها الدمار الكبير، فلم تعد المدينة تصلح للحياة وتحتاج للمليارات لتعود كسابق عهدها، ويؤكد متابعون أن مثل هذه الحروب من الممكن ان توضع لها خطط واستراتيجيات تنتهي بأقل عدد من الخسائر البشرية والمادية.
وفي الجانب الآخر طرح مراقبون العديد من التساؤلات، أولها أن مصير عناصر داعش ما يزال مجهولا، إذا أن تقديرات الخبراء العسكريين تشير إلى وجود
اختفاء الدواعش إلا القليل منهم ظهر بين أسير وقتيل، وهذا ما يؤرّق المتابعون الذين يعتقدون أنهم يشاهدون مسرحية طالت فصولها، حيث انه تم تصوير داعش بأنه “دولة” وقيل أنه يمتلك “أسلحة كيماوية” وتكنولوجيا وخبراء ومقاتلين شرسين، فأين كل هذا؟ ، أم أن للاستراتيجيات والخطط في مناطقنا مبرراتها.
بالمحصلة يُريد المتابع أن يعرف الحقيقة، ويسأل، هل كان هناك تهويل كبير لهذا “البعبع” لإثارة الخوف والفزع وبالتالي على الدول أن تقرع طبول الحرب “المُدمرة” لطرده، أم أنهم استطاعوا اختراق صفوف الدبابات والطائرات والانتقال لمناطق أخرى تمهيدا لإعلان “خُرافات جديدة”.
يعتقد المهتمون بهذا الشأن أن الأمر “دُبّر” للمنطقة لاستنزاف خيراتها وإيجاد مبررات للاستيلاء على أموالها الطائلة بحجة مكافحة الإرهاب، وإحداث بعض التغييرات الديموغرافية لمصلحة أطراف أخرى تتقاسم معها مصالح هنا وهناك، وبالمحصلة أمامنا اليوم مدن مُدمرة تحتاج لمليارات وسنوات ولن نتفاجأ بأن فصلا جديدا من “الخُرافات الداعشية” قد يظهر مجددا، وخاصة أن أسباب ظهور تنظيمات إرهابية كداعش ما تزال قائمة مثل الظلم والاضطهاد وغياب التنمية والتعليم السوي.