من دون عنوان .. فقط غصة
كلمات تدمي القلب .. عبّر بها قلب زوجة مكلوم، وروح تعلّقت بزوج غيّبته خفافيش الظلام.
زوجة عبد المعز بانون، الشاب النشط الذي اختطفته مخالب الغربان من وسط العاصمة طرابلس، لا لذنب اقترفه، إلا أنه أحب ليبيا وقال كلمة الحق لأجلها.
مَن منّا لا يعرف قصة غياب عبد المعز بانون، الجميع يعرف ذلك، الكل يردد تفاصيلها، والبعض يضع صورته من حين إلى آخر على صفحات التواصل الاجتماعي تضامناً مع القضية، وغالباً ما ننساه مع همومنا وآلامنا ومشاغلنا اليومية .. ولكن، لا أحد سيكون مكان هذه الزوجة، ولا أحد يعرف القصة.. قصة عذاب أسرة غاب عنها عميدها، بسبب وطن، فتوارى عنها أبناء الوطن وانشغلوا بأنفسهم.
كم هي قاسية هذه الكلمات، كم هي مؤلمة، ظاهرها أمّ ترقب أطفالها وتعُدّ الأيام والسنين، وتبتهج لاقترابهم سن الشباب علّها تجد فيهم السند، علّها تجد فيهم ما فقدت رغماً عنها.
إلا أن الواقع غير ذلك، فما كتبته هذه الزوجة يدل على أنها فقدت مساحات البوح كما فقدت مَن كان يحتوي شكواها، فلجأت إلى هذا الفضاء، ولكن عبثاً تفعل، فهذا الفضاء يأخذ ولا يعطي، يسمع ولا يتكلم، يحتوي ولا يحتضن فضلاً عن أنه سيردد ما قلناه وكتبناه بين الحين والآخر ليكون شاهداً على كل لحظة حزن كنا نلجأ منها إليه.
فكم من قصير الكلم أخفى وراءه عميق الآلم .. وكم من قصة اختصرتها دمعة، وكم من دمعة ذرفتها المقل فابتلّت بها الأسطر وعجزت عن محاكاتها الكلمات.