شن مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، جون بولتون، هجوما لاذعا على الرئيس دونالد ترامب، وقال إن سمعة أميركا تضررت بسبب رئاسة ترامب، وإن إصلاح هذه الخسارة ستكون مهمة حكومة جو بايدن إذا نجح، ولكنها أيضا مهمة الجمهوريين، مضيفا: “علينا ألّا نعيد مستقبلا اختيار مثل هذا الرجل (ترامب)”.
ورأى بولتون في مقابلة مع صحيفة “البارول” الهولندية، أن ترامب يتخذ أحيانا قرارا في الصباح تجاه إحدى المشاكل وفي الظهر يُغير ذلك القرار بشكل راديكالي، موضحا أن أوروبا تحاول جهدها التكيف أو فهم خطوات ترامب السياسية لكن هذا صعب.
وبشأن علاقات ترامب الخارجية والتي شكلت إحدى المآخذ عليه، ذكر بولتون أن الرئيس الأميركي عانى كثيرا في تعامله وصراعه مع رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، لأنه يعاني من متاعب في التعامل مع نساء قادة كنِدٍ له، ومع ميركل بالذات كان الأمر معقدا ربما لأن والد ترامب من أصول ألمانية، وأيضا لمشاكل التبادل التجاري معها.
ولفت إلى أن ترامب يجد صعوبة في التعامل مع القادة المنتخبين ديمقراطيا، ويفضّل أولئك الذين يتمتعون بنوع من الحكم التوليتاري (الشمولي)، وأنه لا يملك فلسفة لإدارة العلاقات الدولية، وقال بولتون: “أنا جمهوري محافظ لكن هو لا.. ولكنه أيضا ليس ليبراليا ديمقراطي”.
وحول كيفية تعامل أوروبا مع ترامب، رأى بولتون أنه على كل دولة أوروبية أن تختار أسلوب تعاملها مع ترامب، وعارض اعتقاد ماكرون أنه بإقامة رابط جيد مع ترامب سيحقق تقدماً في العلاقات مع أوروبا.
وقال إنه من الصعب التنبؤ إن كان سيعاد انتخاب ترامب أم لا، لكنه أقر بأنه يملك فرصة حقيقية للفوز، ومع أنه يعاني الآن بسبب وباء كورونا ولكن علينا أن نتذكر الانتخابات الماضية عندما كان يقبع في آخر الصف، وألّا ننسى أن الحزب الديمقراطي ماهر في الخسارة.
وبشأن العلاقات الأميركية الصينية المتوترة بشكل غير مسبوق، رأى بولتون أن ترامب يعارض الآن الصين بشدة ولكن إذا أعيد انتخابه هناك احتمال كبير أن يعود للعلاقة الجيدة مع “شبيهه” الرئيس الصيني “شي جين بينغ”.
وعن رأيه في حلف شمال الأطلسي “الناتو”، أكد بولتون أن الحلف سيبقى قوياً لكن أميركا ارتكبت خطأ كبيراً عندما اعتقدت أنها تحمي أوروبا عبر الحلف، فـ”الناتو” مهم للعالم وعلينا تقويته على المدى البعيد ليقوم بعملياته، وعلينا محاولة ضم أستراليا وسنغافورة وإسرائيل واليابان له.