مناشير في وجه العصابة
عبد الوهاب قرينقو
لن تستعروا أكثر ..
لن تتحولو إلى بركان ولا ماء..
عليكم إذاً أن تهدأو لترتبو أوراق البلاد..
(1)
الحرب انتهت منذ عام وأكثر..
شعب اليوم منهاجه الكسل والتأقلم والتكيف مع أي تردي أحوال معيشية مع أي قهر وعبودية، تحت حكام يشرفون على (النهب الممنهج) وسرقة مغارة علي بابا (اللي اسمها ليبيا).
(2)
“الأخلاق و حب العمل”؟!..
نعم .. كلاهما مفقود اليوم أيها النبيل -“صالح آناون فريدوم” -إلا عند القلة التي تتحرك في مسارب الحياة ولا تنتظر.. ليقينها أن الوقت أسرع من أن يرحم الكسالى.. في بلاد تتداولها أسوأ إفرازاتها .. وعصابة تستلمها من عصابة.
(3)
إلغاؤكَ للآخر ليس هو ما يبني كيانك..
اشتغالكَ وقبولكَ هو ما يخلق مجدك.
(4)
. . . أهلاً بكم إلى الحلقة 3650 من مسلسل تخريد البلاد الليبية.. من سرقة الانتفاضة مروراً بسرقة الأسلاك إلى نهش الأراضي المملوكة للدولة برعاية اللادولة وليس انتهاء بسلب الإرادة وشراء الذمم بالجملة.
(5)
إن قلت عن ثورة ما “إنها فاشلة لأنها بلا قيادة”..
سيقال لك: إن قِيدت فهي انقلاب.
ستسأل طيب من قادها؟ أو من لم يقدها؟
سيقال الشعب..
طيب أين هو الشعب بعد هذا منها؟..
لن تجد إجابة.. فقد ركبها من لم يبدأها ومن لم يفكر فيها يوما.. بل كان يجري خلف الكراسي السابقة من أجل إشباع جوعه.. كما لم تلهث قبله الكلاب.
(6)
من هم رموز (الثورة) ومن هم رموز “الثورة المضادة”؟
لو صنفنا البلاد إلى فسطاطين -باستثناء أنصار العهد السابق- فكلاهما بعلم ونشيد واحد هو علم الاستقلال ونشيد يا بلادي وكلاهما من “صلب انتفاضة فبراير” أو لنقل قلبا وقالبا معها.. إلا إذا كنا سنذهب مع مسعى باراك أوباما وهيلاري كلينتون وتركيا وقطر آنذاك وبريطانيا الذين أضمروا أنه “ربيع إسلاموي” مؤدلج اقصائي-بذريعة تبريد الإرهاب- لا كما وصفته تلفزيوناتهم المتحمسة بـــ”ربيع عربي” أو حراك وطني ديمقراطي، كما روجوا له.
باختصار من يوصفون ظلماً وجهلاً بمطلقي الثورة المضادة جزء كبير منهم مَن أطلق “ثورة فبراير” وأشعلها وانفصل عن “جماهيرية معمر “، في خلال 4 أيام وتحررنا بعدهم أو (تملحنا بعدهم) بسبعة أشهر أو ثمانية.
أظن أن شيطنة الخصوم “من إخوة الثورة” -من كانوا في ميدان واحد لانتفاضة مشتركة -بسبب ماراثون سدرة الحكم ومسك الصولجان واحتكار السلطة والفجور في الخصومة حد الاحتراب وإطلاق الشائعات وتلويث السمعة وتعكير كل صيت وقلب الحقائق رأساً على عقب .. كلها مواهب فذة لا يجيدها إلا المتأسلمون مدعو التدين، لصوص الثورات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث آخر معاقلهم في غرب البلاد الليبية.
(7)
يقول مثل ليبي قديم تتداوله زمان جداتنا الفاضلات “الكلمة تطلع من قلب دامر وتخش لقلب عامر ” الكثير من الأراء إبان الحراك الليبي السلمي فالعنيف سنة 2011 كانت تبدو كذلك أو أنها عكس ذلك .. ربما بعضها مجرد تفكير بصوت عال.. ربما أراد صاحبه تلمس طريق أو علاج بالصدمة لكن المفعول كان عكسياً .. وكي لا أبدو مدافعاً ..ربما صاحب القول كان مع منطق القوة النيتشاوي .. ربما مع الغلبة للأقوى والبقاء للأصلح.. ويتوافق ذلك مع التيار الإسلاموي المتشدد “منطق الغلبة” وليحكم الغالب ويُذل المغلوب وإن كان أفضل.. وإن كان في وطنٍ كله إخوة متعايشين ولا يتجاوز تعداد سكانه الـــ 6 مليون نسمة، أي نفس تعداد قاطني حي شبرا في القاهرة أو التعداد المرتقب لمدينة القاهرة الجديدة أو ما يُعرف بالعاصمة الإدارية في جارتنا مصر .
إن نظرية المدن المنتصرة والمدن المهزومة.. ومن يكتب الدستور ويحكم هم “صناديد” المدن المنتصرة!!.. و ياله من انتصار !! .. وعلى من ؟ على إخوة لهم في الدم والجنسية والدين والتاريخ المشترك!!.. تلك النظرية التقطها كل مؤهل لسلوك درب العار ويقبع في داخله حب السيطرة والهيمنة، ثم انقسمت البلاد ” وناس خذو الثورة من ناس” وتناسلت ظنون نرجسية أخرى فتغيرت ماهية المنتصرين وانشطرت إلى منتصرين حسب نظرية القائل بمنتصر ومهزوم ومنتصرين جدد صنفو كل من خالفهم أو حتى من اختلف معهم إلى منقلب على الثورة وهم فقط الثورة فكان التقليد الأعمى للثورات الغابرة باشهار منطق الثورة المضادة.. وفي وجه من؟.. في وجه من أطلقها لأول مرة فيما الذين جددوا كونهم منتصرين كادوا يتراجعون عند أول انطلاقة للثورة الفوضوية المجنونة التي جمحت عن كل اقتياد لتتحول إلى سفينة هائمة في محيط الفوضى بدون أي ربان بل مجرد قراصنة هائمين على وجوههم ذات الرؤوس الخاوية- “بيادق العصابة”.
(8)
الثورات الهائجة لا تطيح بالأنظمة وحسب.. بل تأخذ في درب جنونها حتى المدن الكانت راقية ومحترمة ومتحضرة ولا ناقة لها ولا جمل في أي تخلف كان.. وإلا ما تفسير توافد الدبلوماسيين الأجانب والمنظمات الدولية على مدن كانت في أسفل قائمة المثالية في البلاد؟! وبالكاد يذكرها المتحضرون.
(9)
سؤال: هل يسعى المجتمع الدولي اليوم إلى تغيير الشعب الذي غيَّر النظام؟!!.
(10)
فيما كنتُ أتصفح الحيطان في حديقة فيس بوك “النارية”، استفزني منذ أيام أحد رموز تأجيج “الربيع الجافل الآفل” حين قال ساخراً من شعبه وربما محذراً 🙁 إن الانتخابات في أميركا والصناديق في ليبيا).. فكان ردي سريعاً حاولت أن يكون هادئاً متسائلاً لا شامتاً ولا متعقلاً بالضرورة :
“الانتخابات أميركية؟!!..
حتى الأفريكوم أميركية.. والناتو رأسه أميركا.. يا باش مهندس ما بُنيَ على أميركا فهو أميركا !!.. فإن كان مثاليا (أوكي) .. وإن كان باطلاً ها نحن فيه.. مثلما ارتضيناه قبل عقدٍ من (الضياع).
(11)
من مشاريع الغابة..
التناسل لأجل الصراع نحو الغلبة فالهيمنة الجوفاء .
(12)
ما أسهل شراء الناس بــ”فلوسهم” لنيل (الشعبية).
(13)
ولننزل قليلاً إلى القاع:
ثمة عريس في بلاد “العصابة” من مواليد 2004 م !!.. “عادي” .. فكل شيء في (غاية الفساد والأبهة) على قول أخينا الشاعر “العماري” .. ولكن في الدول الراقية هذا العريس الغافل تصنيفه طفل.. والسؤال ماذا عن العروس لو أصغر منه أو في عمره تدخل في موجة “زواج القاصرات” ؟.
في نفس الليلة من التنزه بين حيطان السوشيال ميديا ، سمعتُ أنهم عثرو على عريس ملقىً في شوارع “الحكام الجوف” أو تحت موائدهم الباذخة، من مواليد 2005 م !!..
بالليبي: “الحكاية مازال امطولة”..
وبالمصري : “شايلين البلد ورايحين بيها فين”؟!.
(14)
ماكنة “العصابة” تضغظ الثقافة أيضاً ضمن مصنعية “التشيوء” والتسطيح .. فقريباً عودة الرمزية المذعورة في الكتابة الأدبية الليبية .. عاد الخوف يخيم على العباد الذين سيمشون كما كانوا ب (جوانب الحيطان) يطلبون فقط السلامة .. بلادنا من ظلام إلى ظلام.
(15)
استحالة السؤال في الزمن الأصم لبلاد تركض حافية وعمياء!!.
(16)
الأوروبيون يصِفون أزمة لبنان الراهنة بأنها كارثة مِن صُنع الإنسان.
السؤال: ماذا عن صُنع الأزمة الليبية؟!!
(17)
كلما ضغط الحاضر تعود النوستالجيا الليبية –”الحنين المَرضِي للماضي”.. تأخذ بيد الجميع إلى أحضانِ الماضي.. البريء مِنّا وحاشا الأجداد منه.
(18)
كوني أحتفل بموروثي-هويتي
لا يعني أنّ في الأمر إلغاء لك أو لتاريخك، الذي أحترم والذي يُمثّلني ضمن خيوط مشتركةٍ ما.
ولا يعني أنك لست شريكاً في التراث والتراب ولديك ما لدينا.
(19)
التيار الوطني؟ – التيار الإسلاموي؟!.. وحسب؟!
“تحالف القوى الوطنية”.. “حزب العدالة” فقط؟!
ولكن لماذا لا نسمع بأحزاب مثل: الحزب الشيوعي الليبي – الحزب الاشتراكي – حزب العمال – الحزب الجمهوري – حزب الأحرار – الحزب الديمقراطي – حزب البيئة – حزب النخبة – حزب الحداثة – الحزب القومي- حزب الأمة الليبية.. إلخ؟!.. هل حقاً نحترم التنوع-الاختلاف؟
(20)
النظرة العامة واتّساع الأفق تُختبرُ اليوم
العصبيون.. الجهويون.. القبليون.. كلهم يتقوقعون كلما ضاق الحال.
(21)
الحرية؟!!
في بلاد قدرها حكم “العصابة” ؟!
…………………………………. السراب؟؟؟!!!
(22)
البلد الوحيد في العالم الذي تُمارَس فيه الحرية المُطلقة، المؤذية، غير المؤدبة – للأسف – هو ليبيا!!!
(23)
كأيِّ ليبيّ انتابته الهواجس..
وأنا أشاهد هذا النجاح لحفل افتتاح إكسبو دبي عشرين عشرين، المؤجل إلى يومنا هذا في 2021 ونحن منذ دهور (موش فالحين غير في نظرية المؤامرة) وأن الغرب (مايبيناش نتطورو)، أعذار واهية لأمة ليبية بدون إرادة، بقايا أوهام (دول جبهة الصمود والتصدي) ويا لهُ من تصدي!!.. دولة ريعية مجرد تحلم وتتكاسل وأهلها في حالة عراك دائم وحقد متواصل وارتيابات وانعدام ثقة متبادلة.. ومشكلة اللامشكلة.
(24)
عاصفة تسبق العاصفة؟!
بَل هدوء لا يبدو خلفه إلا الهدوء
برعاية القوى الضاغطة على مفاصل الشعب (الغلبان) برعاية العالم (الحُر).. ذاك الذي لا يريد لنا إلا ما نريده لأنفسنا.. مجرد سكان بلا إرادة، في جزر معزولة لأقوام لا تريد أن تتفق.
(25)
ليبيا.. نصفها يتناحر
والنصف الثاني ربعه يرتعش
والربع الآخر المشدوه فاغر الأفواه: (أشبحلي ونشبحلك ياطاجين الحوت)!!
(26)
اسمحوا لي بالتحوير التالي لقول مأثور:
ثورات الربيع، يُخطِط لها المناضلون
ويُشعلها الوطنيون ليختطفها – يسرقها ويركبها: المتطرفون!
(27)
ليبيا مثل سحاب خريف لم يأتِ بالمطر.
(28)
كي لا ننسى.. مغارة المَجلِسَين
في هذه الغرفة من مهزلة التشريع أو تلك..
تحت هذه القبة أو قرينتها هناك..
“يا لها من خدمة سهلة مريحة”-“قال مواطن”،
. . . ثم أضاف: “اجلس على الكرسي واستمع.. واستمتع.. وإن شئت تكلّم أو هرّج كما اتفق…
اصرخ من حين لآخر.. وفي نهاية الشهر، تقاضى عشرة أضعاف مُرتّب موظف حكومي درجة 12 وابتسم أنت في مغارة العصابة.
(29)
وجهان لاشمئزاز واحد.. الأول يَهذي بما يجهل..
والثاني يؤكد البديهيات.. فلنتبعد قليلاً عن النكد والمتجهمين!.
(30)
هيا نضحك!!.. النكتة السياسية، وسيلة مقاومة سلمية، تعود إلى المشهد.. هي ظاهرة تتجدد كلّما ضاق الخناق على الناس.
آخر ما سمعت منها هذه الطرفة المتداوَلة على هايد بارك فيس بوك:
(مواطن ضاق به الحال فصرخ في وسط الميدان: يلعن هالحكومة بنت الكلب..
قبض بلطجية الحاكم عليه بتهمة السب والقذف.. وأثناء محاكمته قال محاميه: إنّ موكلي قال يلعن الحكومة بنت كلب ولكنه لم يحدد أي حكومة.. ربما كان يقصد حكومة نيكاراغوا أو كوالالمبور.. وهنا استوقفه القاضي قائلاً: اسمع لا تلف وتدور ما في حكومة بنت كلب إلا حكومتنا!!.