ملف ليبيا على طاولة بايدن.. ما هي خيارات الرئيس المنتخب؟
يعد الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن مخضرما فيما يخص شؤون الشرق الأوسط أو السياسة الخارجية الأميركية بشكل عام، ومن المحتمل أن يسعى لإعادة إقامة علاقات ودية مع قادة العالم، غير أن مستشاريه يحذرون من أنه ربما يخصص 80% من وقته للاهتمام بالشؤون الداخلية، إذ تعاني بلاده كثيرا من فيروس كورونا وتداعياته الاقتصادية المدمرة، وما خلفته الانتخابات من شرخ اجتماعي وسياسي، إضافة إلى تصاعد الاحتجاجات ضد التمييز العرقي في أكثر من ولاية أميركية.
ووفق تقرير لموقع “آسيا تايمز”، فإن بايدن قد لا يُولي بشكل سريع اهتماما بالأزمة الليبية التي يبدو أنها على طريق الحل بفضل العمل الدؤوب من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، التي عملت منذ عام 2018 إلى أوائل عام 2020 على إطلاق مصالحة سياسية، إلا أن أعضاء دائمين في مجلس الأمن وقوى إقليمية ظلوا يقوضونها، وحولت جهات خارجية الصراع الليبي الداخلي إلى حرب بالوكالة لمنافسة القوى الإقليمية الأكبر.
فرصة بايدن في ليبيا
ولكن بمساعدة دول أوروبية رئيسية، وضع المبعوث الأممي السابق غسان سلامة ونائبته ستيفاني وليامز معايير اتفاق لإنهاء العنف، وترحيل المقاتلين الأجانب، واستئناف إنتاج النفط، وبناء عملية سياسية لانتخابات جديدة وتشكيل حكومة جديدة. وعلى الرغم من الصعاب، فإن وقف إطلاق النار صامد، وقال سلامة – الذي تنحى في الربيع لأسباب صحية – مؤخرًا إن احتمالات إنهاء الحرب أفضل من أي وقت مضى.
وأشار “آسيا تايمز”، إلى أنه بالنسبة لإدارة بايدن، قد تكون فرصة لدعم الأمم المتحدة وإثبات أن الولايات المتحدة ستوفر المزيد من الاهتمام والدعم السياسي للجهود المتعددة الأطراف. وقد تجد أيضًا أنه من المناسب إعادة فتح السفارة الأمريكية في طرابلس، بعد أن أجبرت الظروف الأمنية الولايات المتحدة على نقل دبلوماسييها إلى مالطا ثم تونس.
ليبيا مُستقرة “مصلحة أميركية”
ورأى التقرير أن وجود ليبيا أكثر استقرارًا من شأنه أن يسهل على الإدارة الجديدة إشراك دول شرق البحر المتوسط بشأن القضايا الأكبر خاصة ما يتعلق باستكشاف الغاز واستغلاله، ومواجهة تركيا التي اتخذت موقفًا حازمًا للغاية بشأن ما وصفته بـ”حقوقها البحرية”، وأدرجت ليبيا في دائرة نفوذها.
وذكر أنه إذا قلصت الدول الإقليمية من تدخلها في ليبيا ودعمت عملية الأمم المتحدة، فقد يظهر ذلك أن أشكالًا جديدة من التعاون الإقليمي ممكنة، ودون معرفة من سيكون وزير الخارجية الأمريكي القادم، ما زال بالإمكان الافتراض أن الدبلوماسية الأمريكية ستركز مزيدا من اهتمامها على المصالح طويلة الأجل للأطراف، والمزيد من الاستعداد لتسهيل حل المشكلات الإقليمية، ومشاركة أكثر إنتاجية ويمكن التنبؤ بها، مع الحكومات والمؤسسات المتوسطية.
وبيّن التقرير أن ليبيا لديها أيضًا بعض الجوانب السلبية لفريق بايدن، فعندما كان أوباما وبايدن في البيت الأبيض، انهارت الأوضاع الليبية جراء قرار التدخل في 2011، وتركت البلاد للفوضى بعد الإطاحة بمعمر القذافي، لحين الخسارة المأساوية لأربعة دبلوماسيين أمريكيين في بنغازي في عام 2012.
دعم العملية الدبلوماسية
ومثلما كان أوباما مترددًا بالإفراط في إلزام الولايات المتحدة في صراع رأى أنه أكثر أهمية بالنسبة لأوروبا، يُعتبر بايدن اليوم أيضًا حذرًا جدًا بشأن التدخلات الجديدة. ومع ذلك، فإن أفضلية سياسة بايدن النشطة بشأن ليبيا هي أن الصراع في مرحلة دبلوماسية الآن، حيث يمكن للولايات المتحدة استخدام قيادتها المعاد اكتشافها لدفع تلك العملية الدبلوماسية، مع القليل من المخاطرة بالتورط العسكري المكلف أو بدونه.
ورأى التقرير أن الإدارة الجديدة ستحاول إعادة تشكيل سياساتها في الشرق الأوسط، وتعزيز الديمقراطيات كأفضل ترياق ضد الاستبداد المتزايد، ودعم الجهود المتعددة الأطراف لإنهاء الصراعات والتصدي للتهديدات العابرة للحدود الكبرى من تغير المناخ والإرهاب والأزمات الصحية الوبائية، وستكون ليبيا مكانًا جيدًا للتأكيد على تلك المبادئ العامة.