مكافحة الإرهاب في ليبيا.. وتحركات “أفريكوم”
تناول برنامج “LIVE”، على قناة “218NEWS”، السبت، موضوع الإرهاب في ليبيا وإعلان القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا “أفريكوم” استهداف إرهابيين في العوينات.
الإرهاب يُهدد الأمن القومي الليبي
وحول المحور الأول، قال الخبير في مقاومة الإرهاب العقيد حاتم صابر، من القاهرة، إن مكافحة الإرهاب لن يتم إلا بتكاتف ثقافي أمني سياسي ليبي، وإن لم يتم التحرك في الجنوب الليبي لضبط الأمن فإن الأمن القومي الليبي سيتأثر بوجود الإرهاب.
وأكد صابر أن أي معلومة يدلي بها المواطنون للأجهزة الأمنية حول التحركات المشبوهة سيكون لها دور كبير في القضاء على الإرهاب وسيساعد ذلك القوات الأمنية في مكافحة الإرهاب وإيقاف المد المعنوي والمادي واللوجستي لهذه المجموعات التي تضر بليبيا، مبيناً أنه يمكن القضاء على الإرهاب بتسليح الجيش الليبي وإعطائه كافة الصلاحيات والثقة.
وأشار إلى أنه بعد التأكد من تلقي التنظيمات الإرهابية الدعم لأسباب سياسية في السابق، علينا أن نعرف أن سبب الضربات الأميركية الأخيرة هو تغير السياسة السابقة والرغبة في القضاء على كل من كان له علاقة بهم، حتى لا يتم إلقاء القبض على أحدهم حياً ويكشف بعض الأسرار، كما حصل مع الإرهابي المصري العشماوي من قبل الجيش الليبي وكشفه معلومات خطيرة عن الإرهابيين.
وقال الخبير العقيد صابر إن الإدارة الأميركية في عهد الرئيس أوباما تعاملت بغرابة مع ملف الإرهاب في سوريا والعراق، وكانت وزارة الدفاع الأميركية تصدر تصريحات “ساذجة” بأنها ألقت أسلحة للمعارضة لكنها وصلت بالخطأ لتنظيم داعش، معتبرا أن ذلك كان دعما صريحا للتنظيم.
وعرّج الخبير على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في هذا الجانب، حسب “صابر” مُنوهاً لموضوع نقل المقاتلين التابعين لداعش في سوريا والعراق إلى ليبيا بعد انتهاء المعارك لا سيما بعد ضبط اليونان سفناً تحمل أسلحة تركية متوجهة إلى ليبيا.
ضربة العوينات استهدفت جزائرياً
من جانبه قال رئيس المركز الليبي للدراسات الأمنية عادل الطلحي، إن بيان “أفركوم” يوضح التنسيق بينهم وبين حكومة الوفاق، ولكنه أشار في ذات الوقت إلى أن الضربة الأخيرة استهدفت جزائريا مطلوبا من بلاده وفرنسا، وكان قائدا في إحدى كتائب المدعو مختار بالمختار في الصحراء وهو يتحرك بكل أريحية في المنطقة الممتدة من الصحراء الليبية والجزائرية، مبيناً أن هذه العملية هي السادسة لأفريكوم خلال ستة أشهر.
وقال الطلحي، لـ”218 نيوز”، إن مؤسسته تقوم الآن برصد وتجميع أسماء الشخصيات المطلوبة والمنتمية لتنظيم القاعدة التي تتبع إمارة الصحراء وتمارس الخطف وتهريب السلاح والهجرة غير القانونية، مضيفاً أن التنظيم تلقّى عتاداً عسكرياً متطورا، والأمر يحتاج إلى تحقيق في مصدر التمويل العسكري، ومن مصلحته أن تنشط القاعدة في الصحراء.
وأكد أن التنسيق الذي تم بين حكومة الوفاق وأفريكوم شكلي، فالحكومة لا تعلم أين ستكون الضربة ومن ستستهدف، مبيناً أن العملية استخباراتية أمريكية بحتة والمخابرات الليبية لا تعلم تفاصيلها.
وأكد الطلحي أن “الرئاسي” لا يملك القوة الاستخباراتية على الأرض في الجنوب الليبي وأن الاستخبارات الأميركية وأقمارها الاصطناعية وأجهزتها المتقدمة تراقب الصحراء الليبية وتعرف تحركات العناصر على الأرض، متوقعاً وجود تنسيق أو طلب ليبي للمساعدة من أمريكا بشأن القضاء على العناصر الإرهابية، لافتاً إلى أن الضربة الأخيرة تمت بمنطقة خالية من المدنيين في العوينات، وتبيّن دقة المعلومات التي تتحصل عليها وتنفيذ الضربة، موضحاً أن الجنوب الليبي الآن يحتاج إلى دعم وتنمية ليعود نشاطه ويصبح ممكناً مكافحة الإرهاب فيه.