لقي “خيري الحنكورة” آمر أحد التشكيلات المسلحة في العاصمة طرابلس، مصرعه في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء إثر تعرضه لأعيرة نارية أمام فندق المهاري، ولم يتبين حتى الآن إن كانت تلك الأعيرة مباغتة أم ضمن اشتباك مسلح بين طرفين.
وأكدت مصادر قريبة من مكان الحادث لـ 218 أنه لم تُسمع أي أصوات لتبادل إطلاق النار أو ما يشبه اشتباكات بين طرفين خلال الليلة الماضية، مما أثار شكوكاً حول احتمال تعرض الحنكورة إلى عملية تصفية ربما تكون ممنهجة، فيما أقرت مصادر أخرى بسماعها لأصوات أعيرة نارية متقطعة بعد منتصف الليل إلا أن كثافتها لا توحي بوجود اشتباك.
كما ذكرت وسائل إعلام إلكترونية نقلاً عن ما وصفتهم بشهود عيان، أن مجموعة مسلحين كانو يضعون اللثام على وجوههم، ترجلوا من 3 سيارات بعد أن توقفت على مقربة من الحنكورة حين كان مترجلاً من سيارته على بعد أمتار من فندق المهاري، فتحوا نيراهم على الفور تجاه الضحية، ليردوه قتيلاً بعد إصابات مباشرة في الجزء العلوي من جسده.
وتشير صورة تناقلها نشطاء على موقع فيسبوك تم التقاطها لجثة الحنكورة في مكان الجريمة أن الإصابة كانت في الجهة الخلفية من رأسه في الغالب، حيث تظهر بقعة دم كبيرة تحت الرأس، فيما تبين أن بقية الجسم لم يصب بالرصاص من الجهة الأمامية على وجه الخصوص، ما يشير إلى أن الهجوم قد تم من الخلف وبشكل مباغت ومن مسافة قريبة.
وحتى ساعة بث الخبر لم تتبنى أي جهة مسؤوليتها عن الحادث، كما لم يصدر أي تعليق بالخصوص من طرف الجهات الأمنية أو الكتائب المسلحة في العاصمة ومن يتولون مهام الأمن فيها، الأمر الذي يشير إلى عدم وجود رؤية واضحة تكشف ملابسات القضية.
وتجدر الإشارة بأن “الحنكورة” كان من ضمن العناصر التابعين لجهاز الأمن المركزي ابو سليم الذي يقوده عبد الغني الككلي المعروف باسم “غنيوة ” ، إلا أن الحنكورة قد انشق عن هذا الجهاز خلال الفترة القليلة الماضية، ليعقد مؤخراً ما يشبه الحلف مع كتائب ثوار طرابلس التي ساندها خلال حربها الأخيرة في منطقة جنوب طرابلس ضد اللواء السابع القادم من ترهونة، صار بعدها كثير الظهور والتحرك في مناطق نفوذ كتيبة ثوار طرابلس ومحسوباً عليها.
والجدير بالذكر أن مقتل الحنكورة صباح اليوم كان ثاني عملية قتل تتم خلال أقل من شهر ضد أمراء التشكيلات المسلحة البارزين في طرابلس، حيث لقي آمر معسكر النعام، صالح قبقوب، حتفه خلال اشتباكات مسلحة دارت بين أفراد من معسكر النعام وكتيبة الضمان، في الـ12 من أكتوبر الجاري، بمنطقة بئر أسطى ميلاد.
وأثار مقتل آمري التشكيلات المُسلحة في فترات مُتقاربة تساؤولات البعض، حيث ذهبت بعض الآراء إلى أن هاتان الحادثتان هما بداية لعملية سرية ممنهجة لتصفية اقطاب المليشيات وقيادييها، من المؤثرين سلباً على المشهد الأمني في طرابلس، خصوصاً بعد ما يشاع عن ابعاد قسري كان ام طوعي طال كل من هيثم التاجوري قائد تشكيلات ثوار طرابلس وهاشم بشر المسؤول الامني الاول في طرابلس ، واحد المخططين للترتيبات الامنية التي لم تتحقق على الميدان حتى هذه اللحظة .
كما ذهبت آراء اخرى الى ان هذه العمليات جاءت في سياق تصفية حسابات بين قادة المليشيات وامراء الكتائب ، ضمن صراع نفوذ او سلطة ، او ربما صراعات او خلافات من اجل المال الذي طالما يسعى لتحقيقه مثل هؤلاء وعرف عنهم اتباعهم لأي سبيل يوصله لجمعه .
وبين هذا وذاك يخيم الصمت على الجهات المعنية باستتباب الامن في العاصمة ، ويظل المواطن الليبي البسيط في دوامة تردي الاوضاع في كل مناح الحياة واهمها الامن وتوفير الغذاء ، فيما تستنزف آلة القتل التي تحركها اجندات ومصالح متباينة حيناً ومتقاطعة احياناً اخرى ، ارواح زهرات شبابنا الذين ضاعوا في هذا الخضم بين ظالم مغرر به ومظلوم قتله الظالم . ليبقى من خلف الستار يواصلون تنفيذ مخططهم الخبيث الى ان تصبح ليبيا البلد الذي يخلوا من الذكور.
إقرأ أيضاً: