مقاطع من حياتي
رؤوف مسعد
بمساعدة تحريرية طويلة وصعبة من يوسف فاخوري في توضيب وتحرير “مقاطع من حياتي” وبتشجيع إنساني رفاقي من زميل الكتابة وخريج معسكرات اللجوء السياسي في هولندا الكاتب والمناضل السياسي مجاهد البوسيفي (الذي غطى التكاليف المالية لكل هذا)، استطعت أخيرا أن أنجز كتابة الجزء الأول من “حياتي” مع مقدمة رائعة ليوسف فاخوري عن “تاريخ الأيروتيك” وبعثت بها أمس لدار نشر النسيم مع إذن طبع للناشر أشرف عويس والمشرفة الفنية الدكتورة هند، (رغم صعوبة الجلوس أمام الكمبيوتر لإصابتي بانزلاق غضروفي لئيم من عيون حاسدة في الأغلب)، لكن على مين؟ قعدت وصححت وراجعت وفعلت وقلت مثل قيصر “رأيت وغزوت” و الحقيقة: “لا أعرف إن قال كده أو حاجة تانية!!”.
هذه كانت سنة غريبة بعضها صعب وسخيف، لكن في مجملها جميلة. تحملني من تبقى لي من أصدقاء وأسست صداقات جديدة مهمة، وأنا مدين بالكثير لـ”حياة الشيمي” وصبرها وطول أناتها ولـ”وفاء أبو ستة” الفلسطينية المقاتلة من شقتها الأنيقة في الإسكندرية، والتي عرفتني بأخيها الأسير الفلسطيني (سابقا) بثلاثة مؤبّدات إسرائيلية واستطاع أن يخرج في عملية تبادل أسرى بعد عشرين سنة حبسا .. والتي لم تنس تاريخها النضالي وتواصل حياتها وتربية ابنتيها وهي أم وحيدة.
ولـ”دينا توفيق” التي ساهمت في تنظيم رحلة رائعة في دهبية بالنيل من أسوان إلى الأقصر وبالتأكيد أيضا فاطمة البودي مؤسسة دار العين لتفاؤلها المتواصل، ولأعضاء قعدة الجمعة بقيادة عبد المنعم رمضان في البستان!
ثم تحية خاصة ليوسف فاخوري الذي أكرمني كثيراً واستضافني في شقته في أسوان. مغيرا روتينه الذي لخبطته له .. طبخ لي كشكا (كنت بتوحم على كشك) وأكرم وفادة دينا توفيق التي لم يلتق بها من قبل … أطعمني واستمع بصبر إلى ترهاتي.. وأسامة البنا الذي هرع بالليل يبحث لي عن أدويتي في صيدليات أسوان وأحمد أبو خنيجر لطيبة قلبه ووفائه ومحبته.
في القاهرة جورج أبو شادي وأكمل البير “وبهية ” وندى ساندي وسمية الأسيوطي الكريمة في فسحتها الجميلة ..وسعاد عبد الرسول في تواصل محبتها ودعواتها لي لكي أستمتع بفنها ودنيا كمال القلش التي تواصل معي عبرها وعبر كتاباتها والدها كمال القلش ومن خلالها عرفت لوعة فقد الأب الحبيب والكتابة الرقيقة القوية في هشاشتها مثل دنيا الممتلئة أسى وتفاؤل عنه وعن الثورة المغدورة ..ونادية يوسف الجندي ابنة القائد الماركس محمد يوسف الجندي (جمهورية زفتى) وعائلتها بقيادة زوجها الشهم الكريم .. ونورا يونس وقبيلتها وابنها مراد وابنتها بدرية وأمها العظيمة “بطة” الذين
أصروا أن أحتفل معهم بشم النسيم وأسافر معهم إلى سيناء بقيادة زوجها شادي العميق الفهم الإنساني..
ولن أستطيع أن أفي هاني عنان شكرا ومودة فقد غمرني وغمر بيتي ابنتي وابني وزوجتي بكرمه بحب وحدب ورعاية متواصلة منذ أن تعرفت إليه منذ أكثر من عشرين عاما وغمر بكرمه أصدقائي أيضا وغطى تكاليف رحلتي الأخيرة إلى مصر بما فيها ثمن بطاقة الطائرة وتفاصيلها .. فاستمتعت بالكثير مما تقدمه مصر أم الطرحة والجلابية
وها أنا أقضي الأعياد هنا في أمستردام مع آنا ماريكا أم العيال وابنتنا يارا وابنها لوك وابننا ديدي وصديقته الجميلة.
سأفتقد محمد عبد الحميد عبد الرحمن المناضل السوداني والذي وصل هولندا لاجئا تقريبا في الوقت الذي وصلت أنا فيه بحثا عن زوجة ومحبة وابنة وتأسيس بيت وأسرة وها هو الآن سيسافر في بداية يناير إلى الخرطوم ليتسلم منصبا بأجر بسيط بأقل بكثير مما كان يتكسبه في هولندا كمترجم محترف و محلف لكنه عظيم لأنه سيساهم في الثورة بما له من خبرات إذاعية وتلفزيونية حيث عمل لسنوات مديرا لإذاعة هولندا العربية ..محمد الذي كان يأتي بسيارته الى بيتنا في أمستردام من حيث يسكن في حوالي ساعة بالسيارة ليأخذني إلى مقهى مشمس “نتونس ” يريد أن أنسحب من عزلتي .. ونجحنا أنا وهو في أن تصبح علاقتنا أيضا عائلية مع زوجته حواء التي أناديها بـ”أم البشر” وأولاده الحلوين.
بالطبع ذاكرتي العجوز تخونني فقد كدت أنسى صنع الله إبراهيم (هههه) وهو الذي لا أنساه وأذكره في معظم الأوقات بالخير لأنه أدخلني عالم الكتابة
أشتاق للأحبة الذين غادروني وبالأخص كمال القلش وأخوالي كلهم وستي وخالاتي الذين كتبت عنهم في “حياتي”
وسلاما للأحياء من الذين نسيتهم فعذرا كريما