مقاتلو داعش.. من وهم الخلافة إلى واقع السجون
من دولة خلافة مزعومة تمتد على ثلث أراضي سوريا والعراق، إلى زنزانة داخل أسوار سجن، أو خيمة داخل مخيمات الاحتجاز، هكذا تحولت أوهام آلاف الرجال والنساء والأطفال، إلى واقع بعد أن طواهم النسيان عقب هزيمة تنظيم داعش الذي كانوا ينتمون إليه يوما، وتتحمل القوات الكردية العبء الأكبر في السيطرة على المعتقلين منذ انهيار تنظيم داعش، بمن فيهم مئات الأجانب ممن حاربوا جنبا إلى جنب مع مقاتلين من داخل البلاد دفاعا عن وهم الخلافة.
ويجعل التاريخ الأسود لأولئك المقاتلين الحافل بالتعذيب وإعدام الآلاف، قضية التعامل معهم شائكة للبلدان التي سافر مواطنوها للقتال في صفوفه، وقد ترددت دول أوروبية كثيرة في استعادة مواطنيها خوفا من رد الفعل العام، لاسيما أن الأوروبيين يشكلون نحو 20 في المئة من مقاتلي التنظيم المقدر عددهم بحوالي 10 آلاف مقاتل.
وأجرى مراسلو وكالة “رويترز” للأنباء مع مقاتلين محتجزين، مقابلات عدة، وبعض أسر داعش في مخيمات الاحتجاز الكبيرة مثل مخيم الهول، وأفاد المقاتلون برغبتهم في معرفة مصيرهم، ومصير عائلاتهم بعد أن تقطعت أخبارهم وفي ظل غياب آلية واضحة لمحاكمتهم مع تنصل دولهم من إعادتهم.
ونوه المراسلون بالأوضاع الكارثية في تلك المخيمات والسجون، إذ يتكدس أحيانا أكثر من خمسين رجلا في زنزانة واحدة، وحتى في المستشفى الوحيد تجمع حوالي 100 رجل على أقل من 50 سريرا بملابس برتقالية اللون، كتلك التي اعتاد أسراهم أن يرتدوها قبل إعدامهم.
وذكرت امرأة محتجزة في مخيم الهول أنها فقدت زوجها في معركة الباغوز، ولديها طفل وحيد، مشيرة إلى أنها على اتصال مع أهلها غير أنها لا تريد العودة.