مع عجز ليبيا عن تعويض الغاز الروسي.. هل تدخل إيطاليا في ظلام دامس؟
رغم تصريحات رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي، والتي تضمنت معارضته الشديدة للغزو الروسي لأوكرانيا، إلا أن اعتماد البلاد على الغاز الروسي يضع دراجي في موقف حرج.
وحسب موقع news24 الإخباري، فقد انتقد بعض الحلفاء الأوروبيين إيطاليا لتقاعسها قبل الموافقة على فرض عقوبات صارمة على روسيا، قبل أن تقوم روسيا بدورها بإدراج إيطاليا في اللائحة السوداء لدعمها أوكرانيا مع دول أخرى في الاتحاد الأوروبي.
تستورد إيطاليا 95٪ من الغاز الذي تستهلكه، يأتي حوالي 45٪ منه من روسيا. ويُمثل الغاز 42٪ من استهلاك الطاقة في إيطاليا، ومع الضغوطات الأوروبية، فإن هذا يعني أن هدف روما المعلن سيكون تقليل اعتمادها على الغاز الروسي “بأسرع ما يمكن”.
وتخطط إيطاليا لزيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي من 3.34 مليار إلى 5 مليارات متر مكعب سنويًا، وزيادة وارداتها من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة. بالتزامن، سعى وزير الخارجية لويجي دي مايو في نهاية فبراير إلى زيادة الواردات من الجزائر، ثاني أكبر مورد للغاز في إيطاليا.
وأشار الموقع إلى سعي إيطالي لاستغلال منتجين آخرين للغاز كليبيا وتونس وأذربيجان وقطر، ومع ذلك، يرى روبرتو بيانشيني مدير مرصد تمويل المناخ في ميلانو في تصريحات لوكالة فرانس برس أن هذه الدول لن تكون كافية لتعويض الغاز الروسي، وهو ما أكده أيضاً وزير النفط والغاز الليبي محمد عون في تصريحات لوكالة بلومبرغ الشهر الماضي، حيث أكد أن ليبيا غير قادرة على تعويض الغاز الروسي، على الأقل في الوقت الحالي.
ويأمل وكيل وزارة الخارجية الإيطالية مانليو دي ستيفانو، ألا تصل إيطاليا إلى مرحلة “اقتصاد الحرب” ويقول: “إذا انقطعت إمدادات الغاز، فسيكون لدينا أسبوعان طبيعيان، ثم أسبوعان بلا صناعة، ثم ظلام دامس”.
مع ذلك، يرى آخرون أن ذلك أمر مبالغ به، حيث قالت سيمون تاغليابيترا أستاذة الطاقة في الجامعة الكاثوليكية في ميلانو، لوكالة فرانس برس، إن إيطاليا يمكنها استيراد المزيد من الغاز الطبيعي المسال وإعادة تنشيط محطات الطاقة التي تعمل بالفحم لتجنب هذا السيناريو، لذلك لن يكون هناك انقطاع في التيار الكهربائي.