مع اقتراب شهر رمضان.. شركة الكهرباء تكثف أعمالها
تقرير/ 218
تسابق الشركة العامة للكهرباء الزمن مع اقتراب شهر رمضان الذي يشهد كل عام تزايداً في الطلب على الكهرباء، شأنها شأن كل الخدمات والسلع طيلة الشهر الكريم، وسط مخاوف المواطنين من حدوث أي طارئ يسفر عنه طرح الأحمال أو انهيار الشبكة كما حدث في أعوام ماضية.
وتشهد الأشهر الأخيرة استقراراً نسبياً في الشبكة الكهربائية في عموم البلاد، مع وجود بعض الاستثناءات، خاصةً في المدن والجهات التي تشهد استمراراً في الاعتداءات على خطوط الطاقة ومحطات توليد الكهرباء وتنامي ظاهرة البناء العشوائي تحت خطوط الضغط العالي، ما يعرقل أعمال الشركة في الصيانات الدورية وتوليد الطاقة في حالات سرقة الأسلاك، علاوةً على شبه توقف للجباية النقدية مقابل الخدمات من المواطنين والقطاع الخاص من تجاري وصناعي وزراعي، وحتى الجهات العامة على حد سواء.
دخلت الشركة العامة للكهرباء في الآونة الأخيرة في حملة إصلاحات وصيانة شاملة، وجهت عناصرها من خلالها في جميع المسارات من متابعة التوصيلات غير الشرعية التي تؤثر تأثيراً كبيراً على الشبكة، وتتسبب في مشاكل فنية وتدني في مستوى أداء الشبكة، مروراً بتغيير آلية الجباية من المواطنين والمرافق التجارية والجهات الحكومية.
ولا يعرقل جهود العاملين بالشركة العامة للكهرباء من مهندسين وفنيين في سبيل تنفيذ كل الأعمال الموكلة إليهم، وخاصة في هذه المرحلة، إلا إلحاق الأذى بالشبكة العامة للكهرباء، من خلال مسلسل التعديات وسرقة الأسلاك النحاسية، ففي كل يوم تطالعنا المنصات الإعلامية للشركة بخروقات جديدة، آخرها -الأربعاء- حيث اعتدت مجموعة خارجة عن القانون، على خط الساحل بالحنية، التابع لدائرة توزيع الساحل وسرقت أسلاك ضغط عالي وحاولت سرقة محول هوائي.
وتؤكد الشركة في كل مرة أن مثل هذه الاعتداءات والسرقات على مكونات الشبكة، تُعد أعمالاً إجرامية تؤثر على المواطنين بالسلب، كونها خطوط ذات أهمية في تغذية المناطق بالتيار الكهربائي وتتكبد الشركة تكاليف وخسائر مادية مضاعفة – وفقاً لبيانات الشركة.
وتشهد هذه الأسابيع استعدادات مكثفة لاستقبال شهر رمضان في مسعى لتوفير خدمات أفضل، آخرها استبدال المحولات وتأمين المواقع من قبل مكاتب التشغيل والصيانة السريعة وشحن المحطات والمحولات، لتخفيف الأحمال وتطوير شبكات الجهد المتوسط والتوزيع في مدن ومناطق شتى، خاصةً بالمنطقة الغربية التي تشهد أكثر كثافة سكانية واستهلاكاً يومياً للطاقة.
كما تعمل الشركة من جانب آخر على مشروع تحويل عدد من العدادات القديمة إلى عدادات مسبوقة الدفع وتركيبها، فكانت البداية التجريبية في بعض أحياء العاصمة ومدن أخرى، في إطار تطوير خدمات المستهلكين والتنوع في طرق التحصيل وجمع الإيرادات وتقليل الفاقد التجاري والفوترة، وتحاشياً لنقص الإمكانيات والعجز في توليد الطاقة والإفراط في إستهلاك التيار الكهربائي، ضمن تحصيل الإيراد العام والقضاء على التوصيلات غير الشرعية.
يشار إلى أن مجلس إدارة الشركة عقد في هذا الصدد اجتماعاً موسعاً ظهر الإثنين الماضي، مع مديري الإدارات الفنية بالشركة والإدارة العامة لحماية الطاقة الكهربائية لوضع الترتيبات اللازمة للقيام بحملة تحصيل الإيراد العام، والقضاء على التوصيلات غير الشرعية لأجل رفع كفاءة الشبكة الكهربائية.
كما دعت الشركة العامة للكهرباء كافة المواطنين بالتعاون مع فرق العمل أثناء أداء عملهم، الذي يهدف للقضاء على الفاقد التجاري للرفع من كفاءة الشبكة الكهربائية “من أجل أن ينعم المواطن بالكهرباء دون انقطاع”-وفقاً لبيان الشركة.
وتجدر الإشارة إلى أن أكبر المعضلات التي واجهت الشركة في الأسبوع الأخير هي مشكلة انخفاض الغاز، حيث سجلت محطات التوليد العاملة بالغاز انخفاضاً ملحوظاً في ضغط الغاز المغذي لتلك الواحدات، الأمر الذي ترتب عنه عجز في التوليد، لتلجأ إدارة محطات التوليد إلى استعمال الوقود الخفيف “الديزل”، لتغذية المحطات كبديل عن الغاز ذي الضغط المنخفض، رغم فارق التكلفة الباهظ، علاوةً على مصاريف نقله والمناولة.
وتواصل الشركة عملها لإيجاد كل البدائل والحلول في الحالات الطارئة بحزمة إجراءات لا تحصى، فيما يأمل المواطنون أن ينعموا بشبكة مستقرة لا سيما في أيام شهر رمضان وطيلة العام بعد معاناة دامت لسنوات من تذبذب التيار الكهربائي وانقطاعاته المتكررة، ما يفاقم من صعوبة العيش في البلاد الليبية التي باتت السمة الأوضح في ظل الانقسامات السياسية الحادة والفوضى التي تشهدها البلاد على مدار العقد الأخير.