معلومات جديدة عن علاقة “أبو أنس الليبي” بعائلة العبيدي
كشف مراسل أخبار الجرائم في صحيفة مانشستر إيفنينغ نيوز، جون شيرهوت العلاقة التي نشأت بين نزيه عبد الحميد الرقيعي المشهور بأبي أنس الليبي القيادي في تنظيم القاعدة، بعائلة سلمان العبيدي، الذي تتهمه بريطانيا بأحداث مانشستر والتي راح ضحيتها نحو اثنين وعشرين شخصا في مايو من العام 2017
يشير مراسل الصحيفة إلى أن أبا أنس الليبي كان يقطن في ديدسبري إحدى ضواحي مانشستر أواخر التسعينيات، وبدا كأنه طالب في العشرين مركزا على دراسته، لكن المقربين منه والأجهزة الأمنية، ظلوا على يقين بأنه أكثر بكثير من خريج من جامعة طرابلس، وحاصل على شهادة في الهندسة الإلكترونية والنووية، ليكون لاحقا صديقا مقربا من أسامة بن لادن العقل المدبر لأحداث الحادي عشر من سبتمبر..
أبو أنس كان يخطط من شقته في ديدسبري لتفجير سفارتي الولايات المتحدة الأمريكية في كينيا وتنزانيا – وهي المكان نفسه الذي عثرت فيه الشرطة لاحقا على دليل من مائة وثمانين صفحة.. إلا أن وجوده جنوب مانشستر، عزز علاقته مع عائلة العبيدي ورفاقه الليبيين الذين هربوا من حكم القذافي.
في مانشستر حظي أبو أنس الليبي بالاحترام من قبل رمضان العبيدي، أحد أعمدة المجتمع الصغير والمعروف لدى الليبيين المغتربين الذين جعلوا جنوب مانشستر موطنا لهم، إلى جانب بعض الأشخاص الذين ارتبطوا بالجماعة الليبية المقاتلة فأصبحوا فيما بعد بمن فيهم أبو أنس نشطاء بارزين في القاعدة.
أبو أنس ورمضان العبيدي كانا كارهين لنظام القذافي، لتتحول هذه الكراهية إلى جميع الأنظمة التي اعتبروها “ملحدة” وفقا للأيديولوجيا الإسلامية الراديكالية.. وفي قلب الأحاديث المشحونة سياسيا داخل منزل العبيدي، ظهر الكثير من المتطرفين، ما ساعد في تشكيل العقول الشابة لابني رمضان، سلمان وهاشم عبيدي، المسؤولين عن هجوم مانشستر أرينا.
الخلفية التاريخية تؤكد أن رمضان غادر ليبيا في العام 1991 – بعد أن عمل في الحكومة كمسؤول أمني واتهم بتسريب معلومات إلى الإسلاميين المناهضين للقذافي، ليصل إلى جنوب مانشستر عام 1994 مع زوجته سامية وابنه الأكبر إسماعيل، ونشأ أفراد العائلة غارقين في لغة التطرف الديني، ووجه سلمان وهاشم مفهومهما المتطرف ضد الغرب، بينما كان أصدقاء العائلة الأكبر سنا مرتبطين بالقاعدة، والرجال الأصغر سنا يتطلعون إلى قيام الدولة الإسلامية.
بحلول الحادي عشر من سبتمبر، كان أبو أنس غادر مانشستر، وأشارت المعلومات إلى وصوله للسودان وتخطيطه المسبق لمحاولة اغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك، ومن ثم عاد أخيرا إلى ليبيا لتلقي القوات الخاصة الأمريكية القبض عليه في أكتوبر عام 2013 عندما كان في طريقه إلى منزله بعد صلاة الفجر في العاصمة طرابلس.
في الجانب المقابل علمت عائلة عبيدي باعتقاله في طرابلس لينشر صديقه رمضان صورة على صفحته في فيسبوك واصفا إياه بالأسد،
وهو نفسه “الأسد” الذي يشتبه مكتب التحقيقات الفدرالي بأنه تآمر في تفجير سفارات الولايات المتحدة في إفريقيا، ما أسفر عن مقتل المئات.
لكن الليبي لم يحاكم بتهمة الإرهاب التي أنكرها – ليتوفى في يناير 2015 بسرطان الكبد، قبل أسابيع من بدء الجلسة.
المحققون في حادثة أرينا لم يتوصلوا حتى اليوم إلى “العقل المسيطر” على الأخوين هاشم وسلمان. لكن مع وجود أمثال أبو أنس الليبي كنماذج يحتذى بها، تسممت عقولهم مبكرا.. وعندما عاد والديهما إلى ليبيا، أكد جيرانهم أن الأخوين رفعا علم تنظيم داعش الأسود على سطح منزلهم.. ووفقا لذلك التوافق بين الأخوين هاجم سلمان العبيدي حفل مانشستر بدعم من شقيقه هاشم، الذي يقضي الآن 55 عاما على الأقل خلف القضبان لمساعدته في تحضير القنبلة.