معسكر بلا نوافذ لفرسان المتوسط
أزاد عبدالباسط
سمعنا كثيرا عن المعسكرات المغلقة للمنتخبات في مختلف دول العالم وهي تلك التي تجرى فيها الاستعدادات والتحضيرات بعيدا عن عيون الجماهير وعن عدسات المصورين، ولكنها دائما ما تكون لها نوافذ مطلة حتى وإن أغلقت أبواب الملاعب هذه النوافذ يفتحها يوميا إعلامي مرافق للمنتخب أو للنادي تكون مهمته وضع المتابع في قلب الحدث من خلال سرد بعض التفاصيل كموعد السفر والوصول ومواعيد ونتائج المباريات الودية إضافة الى أخبار اللاعبين والإصابات إن وجدت.
ولكن ما يحدث اليوم مع منتخبنا الوطني لا يمكن تفسيره حقيقة، فكيف لمنتخب يمثل بلدا بأكمله وهناك الملايين تنتظر أخبار أن يعسكر في بلد آخر دون مرافق صحفي، وهل التواصل من اللاعبين لمعرفة الأخبار هو الطريقة المثالية؟ ربما سيكون الجواب نعم، فنحن كصحفيين رياضيين لا نملك سوى هذا الخيار بعد أن سدت جميع الأبواب، فلم يبق لنا سوى الرياضيين وحساباتهم الشخصية التي نستخدمها اليوم كنافذة لنطل من خلالها على بعض الكواليس التي تحتاج لكثير من التفاصيل.
ما نعانيه اليوم في حياتنا المهنية يمكن تصنيفه بكبت الحرية أو تقييد الحرية، فعزل المنتخب عن الإعلام هو -فعلا- غير مقبول وغير مسموح من قبل أشخاص نصّبوا أنفسهم في ليلة وضحاها وصايا على الكرة الليبية وهم حقيقة لا يملكون حتى مؤهلات لتولي المناصب التي يشغلونها.
ولكن ما دمنا في ليبيا وبما أن هذه الفوضى التي تعيشها البلاد ما تزال متواصلة فليس من حقنا حتى المطالبة بأخبار المنتخب وربما الحصول على أخبار منتخبات الجوار أصبح أسهل بكثير من رصد أخبار فرسان المتوسط الذين تنتظرهم العديد من التحديات.
ختاما أود شكر اتحاد الكرة ولجنة المنتخبات على كل ما قدموه لإبعاد الإعلام المحلي عن المنتخب الوطني، فعزلنا عن أبنائنا اليوم هو ما أعطانا حافزا أكبر لخوض غمار الصحافة الحقيقة والبحث عن التفاصل بين السطور.