مصر وتركيا وحافة الهاوية في ليبيا
عبد الرحمن شلقم
ارتفع صوت السلاح حول ليبيا، تركيا تحدثت بصوت عالٍ وعلى لسان مسؤوليها من الرئيس رجب أردوغان إلى عدد من الوزراء، تحدثت عن خططها في ليبيا. كل تحركاتها العسكرية على الأرض الليبية تأسست على اتفاقيتين بينها وبين حكومة الوفاق الليبية.
مصر بصوت الرئيس عبد الفتاح السيسي أعلنت أنها على أهبة الاستعداد للتدخل العسكري المباشر في ليبيا ردا على الوجود العسكري التركي في ليبيا. بعد لقاء السيسي الموسع مع عدد من الشخصيات الليبية أمس بالقاهرة التي طالبت مصر بالتدخل في ليبيا لمواجهة تركيا، أصبحت المواجهة العسكرية بين تركيا ومصر علنية ومفتوحة بل يمكن القول إن العد التنازلي للمعركة قد بدأ بالفعل.
على المستوى الإقليمي والدولي هناك اصطفافات، بعضها واضح ومعلن وآخر يتذبذب بين الصوت والحركة.
مصر مدعومة من بعض الدول العربية التي ستقف معها عسكرياً وسياسياً ومالياً، وهناك الموقفان الروسي والفرنسي الذي سيظهر موقفهما على الأرض بعد نشوب المواجهة العسكرية مباشرة. تركيا تصطف معها قطر فقط على الأقل حتى الآن. هل المواجهة العسكرية بين مصر وتركيا قادمة لا محالة فوق الأرض الليبية؟
قعقعة السلاح والأصوات السياسية والإعلامية لها مساران، الأول الذي يقود إلى مواجهة قتالية بين الطرفين في البر والبحر والجو، مواجهة ستكلف الطرفين خسائر لا حدود لها، وسيكون لها ارتدادات زلزالية على كامل المنطقة بل وخارجها.
المسار الثاني هو تحرك إقليمي ودولي واسع وقوي يوظف التصعيد العسكري بين مصر وتركيا الذي وضع الأمور على حافة الهاوية لإيجاد حل سلمي تفرضه القوى الدولية على الجميع مصر وتركيا ومن يدعمهما وصياغة صفقة شاملة كاملة تفصيلية وعاملة للأزمة الليبية بآلية تنفيذية محكومة بقوس زمني يلتزم به الجميع. من نافلة القول إن الحرب تُعرف بدايتها ولكن لا أحد من أطرافها يعرف نهايتها.
الآن وصلت الأمور إلى حافة الهاوية، لا حل عسكريا في الأفق، والتحرك الدولي مكثف بين الأطراف الفاعلة لرسم معالم خارطة العمل السياسي، تحديد مطالب وأهداف كل طرف وتحديدا المصري والتركي في الجوانب الأمنية والاقتصادية سيكون محور ملف الحل السياسي.
بالنسبة لفرنسا تأمين الحدود الليبية مع دول الساحل والصحراء وروسيا هدفها الاستراتيجي تحقيق تموضع استراتيجي لها على الأرض . الحرب ستقلب كل المعادلات وتربك دول جنوب أوروبا وتشغل أمريكا في وقت تشتعل فيه معركة الانتخابات الرئاسية. الهاوية لها حافة واسعة هناك من يندفع نحوها وهناك من سيُدفع لها، حول حلقتها يبدأ الفاعلون رسم خارطة القادم على الأرض الليبية.