مصراتة تحتفي بالشعر بمشاركة واسعة من شعراء ليبيا
التقى أكثر من 30 شاعرًا وشاعرة، في مدينة مصراتة، على مدار يومين، في التظاهرة الشعرية الأولى، التي تنظمها “سيكلما للثقافة والفنون”، بمناسبة اليوم العالمي للشعر، الذي يُصادف 21 مارس.
وافتتحت الشاعرة أم الخير الباروني، فعاليات الأمسية الأولى، وألقى نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة سيكلما للثقافة والفنون الأستاذ أحمد بن وفاء، كلمة ترحيبية بالمناسبة التي أقيمت بمسرح كلية التقنية الصناعية بمدينة مصراتة.
واحتفى الشعراء والشاعرات، بالمشاركة في التظاهرة الأولى، على منصاتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، عبر الصور ومقاطع الفيديو التي تُظهر بعضا من أجواء الأمسيات الشعرية ولقاء الشعراء.
وأكد نائب مدير مجلس الإدارة بمؤسسة سيكلما للثقافة والفنون، أحمد بن وفاء، لـ218، أن المؤسسة حاولت أن تكون هذه التظاهرة انتصارا للشعر، بجمع شعراء من مختلف أنحاء ليبيا، وأضاف: وفقّنا في هذا الإنجاز عبر المشاركات الليبية من شتى المناطق.
وتعدّ هذا التظاهرة، التي جمعت المجتمع الشعري في ليبيا، الأولى من نوعها في مصراتة، كونها نجحت في لمّ الشعراء والشاعرات بعد سنوات من المناشط والأمسيات التي تُقام في المدن في أغلب مناطق ليبيا.
ماذا نعرف عن اليوم العالمي للشعر؟
توضح الأمم المتحدة، أن الشعر الذي يعد حجر الأساس في الحفاظ على الهوية والتقاليد الثقافية الشفهية – على مر العصور – له قدرة فائقة على التواصل الأكثر عمقاً للثقافات المتنوعة.
وتضيف، “للشعر أثر كبير في تعزيز إنسانيتنا المشتركة بجزمه أن جميع الأفراد – في كافة أرجاء العالم – يتشاطرون ذات التساؤلات والمشاعر”.
وتحتفل اليونسكو سنويا باليوم العالمي للشعر، بعد اعتماده أثناء الدورة الثلاثين لليونسكو – التي عقدت في عام 1999 بباريس – مقررا بإعلان 21 مارس من كل عام يوما عالميا للشعر.
ووفقا لليونسكو، فإن “الهدف الرئيسي من ذلك هو دعم التنوع اللغوي من خلال التعبير الشعري، ولإتاحة الفرصة للغات المهددة بالإندثار بأن يُستمع لها في مجتمعاتها المحلية. وعلاوة على ذلك، فإن الغرض من هذا اليوم هو دعم الشعر، والعودة إلى التقاليد الشفوية للأمسيات الشعرية، وتعزيز تدريس الشعر، وإحياء الحوار بين الشعر والفنون الأخرى مثل المسرح والرقص والموسيقى والرسم وغيرها، كما أن الهدف منه أيضا هو دعم دور النشر الصغيرة ورسم صورة جذابة للشعر في وسائل الإعلام بحيث لاينظر إلى الشعر بعد ذلك كونه شكلا قديما من أشكال الفن”.
وتُعرّف اليونسكو، الشعر، “هو أحد أشكال التعبير وأحد مظاهر الهوية اللغوية والثقافية، وهما ما يعتبران أغنى ما تمتلكه الإنسانية، فمنذ قديم الزمان، عرفت كل القارات بمختلف ثقافاتها الشعر، إذ أنه يخاطب القيم الإنسانية التي تتقاسمها كل الشعوب، فالشعر يحول كلمات قصائده البسيطة إلى حافز كبير للحوار والسلام. ولذا، تم تخصيص يوم 21 مارس/آذار من كل عام للاحتفال باليوم العالمي للشعر”.
وعبّرت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، الشعر في رسالتها السنوية، “الشِعر ركن من أركان كينونتنا، فهو قوت القلوب الذي نحتاج إليه جميعاً، رجالاً ونساءً، نحن الذين نحيا معا الآن وننهل من معين تراث الأجيال السابقة ما يعيننا على مواصلة حياتنا، ونحن المؤتمنين على هذا العالم الذي سيعيش فيه أولادنا وأحفادنا.”
وهذا الجزء، من رسالة أودري أزولاي، بمناسبة اليوم العالمي للشعر، العام الماضي، “فما فتئ الشعراء يدعون إلى تقدير جمال الطبيعة منذ آلاف السنين، بينما يُعدّ صون التنوع البيولوجي موضوعاً حديث التداول في مجتمعاتنا المعاصرة. وربما يكون الغزل والرثاء ووصف الطبيعة أكثر أغراض الشعر شيوعاً. فقد أدرك الشعراء في كل زمان ومكان الأواصر المتينة التي تربط عواطف الإنسان ومشاعره بالبيئة المحيطة به وبمقدار ثرائها، وقدّرواتلك الأواصر حق قدرها وعبّروا عنها تعبيراً بليغاً، ومنهم غارثيلاسو دي لا فيغا وفيكتور هوغووألكسندر بوشكين وساروجيني نايدو، على سبيل المثال لا الحصر”.