مصافحة لوزير خارجية فرنسا
أمين مازن
وهو يحل ببلادنا زائراً أو ناصحاً أو آمرا
فجأة و أنا أكابد عذابات إنقطاع الكهرباء، خطر لي أن أكتب لك سطوري هذه، على هذا الفضاء الذي لم أعد أجد غيره لنشر ما يتراءى لي حول سوء أحوال بلدي، جرّاء فشل بعض أو كل من ستلتقيهم أو تبحث معهم ما يوصف بأنه مساهمة نحو إخراجنا من أزمتنا، هؤلاء الذين ينسون أو يتناسون أن مأساتنا من إستيلائهم على وسائل الإتصال من فضائيات جمدوها لتتألق أخرى أسسوها، و صحافة قتلوها لتسود أخرى أنشأوها، لأقول لك يا سيدي الوزير إننا لا نحتاج لشيء قدر حاجتنا لضبط حدودنا مع الدول التي تتمتعون معها بسامق المكانة، و التي تستنزف محروقاتنا و موادنا الغذائية و ما نستورده من مختلف السلع حيث تتمكن المافيات القادرة على إخراج كل ما ترى جدوى إخراجه لتعرضه هناك بعملات بلادهم التي صارت في زمن مأساتنا أقل من أوراق اللف، كما عبّر بعضهم في سنوات الحضر الجوي، و التي كانت أهون بكثير من رداءة هذه الأيام.
إنها المافيات التي تعيد هذه العملة الليبية على هيئة رزم لا تضبطها الجمارك و لا تحجزها أجهزة الأمن، بل إن الكثير مما تقوم به هذه الأجهزة من حملات التفتيش و حتى المصادرة للممنوع، ليس أكثر من الحرص على تثبيت سعر الممنوعات مما يؤكد أكثر من مصدر أنه يوفر ما تحتاج إليه بعض الأطراف لتمويل أنشطتها و الحفاظ على سطوتها، فإعطاء هذه النواقص الأولوية المطلوبة أجدى و أفضل بكثير من التعديلات المطلوبة لأي إتفاق من الإتفاقات، فعلى أهمية التعديلات المرغوبة إلا أنها لن تطال هذه الأعداد الكبيرة من مسئولي هذه الأيام، أولئك الذين يستنزفون جميع ما في خزائننا بل و يزيدون من ديوننا، فليس في وهم السيادة التي يتشدق بها الكثيرون و يمارسون من خلالها إمتيازاتهم متعددة الأوجه و الأغراض، ما يفيدنا نحن الذين لم تعد لنا سوى مثل هذه الفضاءات لنبثها أحزاننا و مواجعنا، و خسائرنا التي لن تعوض و التي لم تكن لولا تدخلكم أيها الفرنسيون غير المسئول الذي إكتفيتم فيه بالهدم دون التفكير في المساعدة في البناء. سطور أكتبها في غمرة أحزاني الشخصية و العامة إذ تتزامن زيارتكم مع ذكرى مؤلمة لرحيل أغلى من فقدت 9/9/2014 دون أن أنسى قول شاعر و صديق فقدته
إن يكن ما كان لا تنسوا بأني واحد من عشرات *** و قيودي سوف أفنيها بقرطاسي و صبري و دواتي.