مشوار قصير.. ولكنه صنع بصمة.. فالحياة “كش ملك”
منى الفيتوري
رحيل الإعلامي الشاب علي صالح كان مفاجئا دون أن نلاحظ الألم الذي كان يخفيه لأيام، فلم يكمل مشواره ليرحل عن محبيه وأصدقائه سريعاً بتاريخ 19-10-2018
بدأ علي صالح مشواره الفني والإذاعي بطموح كبير، كان يمتلك العديد من المواهب، وحاول أن يستغلها ليصنع اختلافا وسعى لتطوير نفسه والبحث أيضاً عن الموهبة التي يستطيع أن يثبت جدارته فيها بكل قوة، درس في معهد علي الشعالية وقدم العديد من الأعمال الفنية بلهجات مختلفة وكانت الأغنية الوطنية أولها حضوراً.
درس في كلية الإعلام تخصص إذاعة وتلفزيون وتخرج بفيلمه الوثائقي الدرامي في عام 2017، الذي كان الأول من نوعه في الكلية، كان الفيلم مختلفاً كما كان علي صالح، وفي هذه الفترة الزمنية وضع بصمة في مجال دراسته بمحبة كبيرة لدى زملائه وأساتذته كنموذج للطالب الخلوق والطموح والمتواضع.
علي شاب استطاع ايضاً أن يضع بصمته في سنوات قليلة في المجال الإعلامي، ويحقق قاعدة متابعين كبيرة بمختلف المدن الليبية في إذاعة ليبيا الوطنية، فهو مذيع يمتلك الموهبة الإذاعية والحنكة التي جعلته يتحصل على احترام الجيل الذي سبقه في الإذاعة.
قدم بصوته الجهور الذي تميز به في تقديم الأخبار والتقارير المتنوعة، وبإصراره واجتهاده غير مفاهيم مختلفة في تقديم البرامج الإذاعية في إذاعة ليبيا الوطنية، استطاع بصوته الإذاعي إلقاء جمل تلامس آذان الجميع، وقدم العديد من البرامج والحلقات الخاصة وفي برنامجه “مشوار” الذي قدم منه مواسم مختلفة في إذاعات محلية وصولاً للموسم الأخير في إذاعة ليبيا الوطنية، كان يحاول تقديم الفنانين والإعلاميين برؤية جديدة لم نعتد عليها، أخبرني بأنه يعجبه حوار الإعلامية وفاء الكيلاني لضيوفها، وربما استطاع أن يتخذ هذا الجانب في الحوار والانتقاد بطريقة محترفة.
وقدم برنامج شطرنج الذي كان تحديا ما بين الضيوف والفائز، يقول للخاسر “كش ملك”
كان يصنع الابتسامة على وجوه الجميع، حدثني مرة أن “الناس تشاهد هذه الابتسامة ولا تعلم أنه يحمل في قلبه من الحزن الكثير”، وفجأة قال: “الناس من حولينا تتغير أو هما من الأول سيئين، منى أنتي من أول ما عرفتك ومن سنوات ما تغيرتي، ربي يحفظك خليكِ هكي .. أنا قعدت نخاف من الناس اللي تتلون” من أكثر الجمل التي لن أنساها شعرت آنذاك أنه -رحمة الله عليه- يقوم بنصحي؛ لأنه كان آخر حديث لي مع علي صالح.
قدم برنامجه “بصمة ” وهذا ما جعل علي يصنع علامة مميزة في المجال الإذاعي، فأصبح حديث الجميع، واجه الانتقادات وربما بعض المضايقات، ولكنه كان قوياً شجاعاً وقاوم النمط المتعارف عليه وصنع اختلافا واضحا بابتسامة مشرقة.
شارك ومثل ليبيا في العديد من المناشط والملتقيات المحلية والعربية، وآخر ما قدمه علي هو مشروع تخرجه “بصمة” الذي يعتبره علي ليس مجرد فيلم، فهو مسيرة عطاء لناس كافحت في مجال الإذاعة، وعبر عن شعوره في صفحته على الفيسبوك بعدما تم مناقشة مشروعه “ما حدث معي اليوم في مناقشة مشروع تخرجي شي يفوق الخيال تصفيق الجمهور أثناء العرض وبعد العرض ما يزال عالقاً في ذهني”
رحمة الله على الإعلامي المميز علي صالح كان شعلة من النشاط، وحبه للناس جعله ذكرى جميلة في قلوب محبيه وأصحابه.