عُلّقت الجلسة المشتركة بين مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين للتصديق على فوز جو بايدن، والتي عُقدت في مبنى الكونغرس الأميركي، عقب حالة من الفوضى والهرج سادت المقر على إثر اقتحام أنصار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب المبنى، واحتدمت الاشتباكات بين قوات الأمن وأنصار ترامب الذين احتشدوا منذ ساعات، احتجاجا على نتائج الانتخابات الرئاسية، ورفضا لها، بينما أفادت مصادر من داخل المبنى بأن الشرطة رافقت النواب إلى خارج المبنى وأمّنت خروجهم.
وأظهرت مقاطع مصورة حشودا من المتظاهرين يتخطون الحواجز الأمنية خارج المبنى قبل اقتحامه، بينما شوهد عدد من أنصار ترامب أمام قاعة مجلس الشيوخ، بينهم من يحملون السلاح.
وأعلنت عمدة بلدية العاصمة واشنطن على الفور، فرض حظر التجوال في واشنطن، وطلبت من الحرس الوطني المشاركة في ضبط الوضع الأمني وإنهاء حالة الفوضى. وأفادت أنباء بمغادرة نائب الرئيس الأميركي مايك بنس مبنى الكونغرس إلى جهة مجهولة، وكان دعا خلال كلمته في الجلسة الرئيس ترامب إلى تسليم السلطة، منوها لأعضاء الكونغرس بأنه يشارك مخاوف العديد من الأمريكيين بشأن نزاهة الانتخابات، غير أنه لا يمكنه فرض “سلطة أحادية” لرفض الأصوات الانتخابية التي ستجعل المرشح الديمقراطي جو بايدن رئيسا للبلاد، في الوقت الذي أعرب فيه ترامب عن أمله بأن يقوم مايك بنس بما وصفه بالعمل الصحيح لأنه لو فعل ذلك سيفوز بالانتخابات، مضيفا أن على بنس حماية الدستور وكل ما عليه القيام به أن يطلب من الولايات إعادة النظر في التصديق على الانتخابات.
وتعد عملية اقتحام الكونغرس أكبر عملية اختراق له منذ الاحتلال البريطاني عام 1814، وتتزامن مع استعداد الحزب الجمهوري لخسارة أغلبيته في مجلس الشيوخ، عقب خسارته مقعدا في ولاية جورجيا ومؤشرات عن خسارة المقعد الآخر أيضا.
شرطة الكونغرس أبلغت أعضاء مجلس النواب بأن يأخذوا أقنعة الغاز من تحت مقاعدهم وأن يكونوا مستعدين لوضعها، بينما أظهرت صور وفيديوهات محاولات اقتحام “الكابيتول” من قبل أنصار ترامب ومحاولة الشرطة صدهم، كما ظهر استخدام الشرطة للغاز المسيل للدموع. كما أمرت الشرطة بإخلاء أبنية في مقر الكونغرس الأميركي، وطلبت من الموظفين مغادرة مبنى كانون وجناح آخر كبير يضم مكاتب بعد دعوة ترامب مؤيديه إلى الاعتراض على المصادقة على فوز بايدن.
حاكم ولاية فرجينيا أمر بإرسال 200 عنصر من قوات الحرس الوطني إلى العاصمة واشنطن لدعم الأجهزة الأمنية هناك، بينما وصف المسؤول الأميركي السابق عن التفتيش عن برنامج الأسلحة النووية في العراق سكوت ريتير ما يجري في الكونغرس بمحاولة انفصالية، مضيفا أن كيفية مواجهة الشعب لهم ستكون حاسمة للولايات المتحدة. وفي ردود الفعل أعرب رئيس البرلمان الأوروبي دافيد ساسولي عن قلقه مما يجري في واشنطن، أما بايدن فطلب في كلمته تعليقا على الأحداث من ترامب توجيه أنصاره إلى وقف ما يحدث.
وفي آخر التطورات أفادت مصادر أمنية بإصابة عدد من ضباط الحرس الوطني أثناء محاولتهم السيطرة على الوضع كما أشارت قناة “سي إن إن” إلى إصابة سيدة بإطلاق نار في مبنى الكابيتول هيل، وجرى نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج.