مشروع الطبعات الشعبية.. مغامرة “دار الفرجاني للنشر”
خاص| 218
ما زالت صناعة الكتاب تحظى باهتمام الناشرين رغم الصعاب الكثيرة، ولعل دار الفرجاني للنشر في مغامرتها الجديدة المتمثلة في (مشروع الطبعات الشعبية بأسعار مخفضة)، مع الحفاظ على جودة الطباعة بنشر عدد من الروايات العربية مثل رواية (العلكة) للروائي الليبي منصور بوشناف، و(تيتانيكات أفريقية) للإرتيري أبوبكر كهال، وللروائي السوداني أمير تاج السر نشرت ثلاثة أعمال هي: طقس ـ إيبولا 76 ـ اشتهاء.
وسيكون متوفرا مع نهاية العام (15) رواية. ومستقبلا تسعى الدار إلى نشر تراجم للأدب العالمي القديم والجديد ضمن مشروع الطبعات الشعبية الذي يعتبره البعض خطوة في القضاء على ظاهرة قرصنة الكتب.
وفي هذا الصدد أوضح الناشر الليبي غسان الفرجاني: موضوع غلاء أسعار الكتب في بعض أسواق الدول العربية، التي من ضمنها ليبيا، كان هاجساً لدار الفرجاني، وخصوصاً في مجال الأعمال الابداعية الروائية. ويعود ذلك إلى الظروف الاقتصادية لهذه الدول، مثل ضعف قيمة العملة المحلية أمام قيمة الدولار، وضعف الرواتب، وتنافس الكتاب مع الإنترنت والتلفزيون، وتنافس الكتاب الأصلي مع الكتب المزورة، والتي تمثل عقبة كبيرة أمام الناشرين.
ويضيف: عندما قررت دار الفرجاني التوجه، ضمن خطتها الجديدة، إلى نشر روايات، ارتأينا أن تكون في طبعات شعبية، بأسعار مناسبة للأسواق، وفي متناول الجميع، وخاصة أصحاب الدخل المحدود. أي الدول العربية التي تحتاج الى كتب بأسعار شعبية، بها، أيضاً، نسبة عالية من القراء من إجمالي السوق العربية للكتاب.
وبنظرة بسيطة لإحصائيات أعداد السكان، في دول شمال أفريقيا: مصر- السودان- ليبيا- تونس-الجزائر- المغرب – موريتانيا، يبلغ عدد سكان هذه الدول ( 237 ) مليون نسمة تقريباً، أي بنسبة 56% من إجمالي عدد سكان الدول العربية مجتمعة. والذي هو ( 427 ) مليون نسمة. بالإضافة إلى عدد آخر من الدول العربية، على نفس مستوى القوة الشرائية المذكورة أعلاه. دول مثل العراق وسوريا والأردن واليمن ولبنان وفلسطين.
وعن تجربته في مجال النشر يقول الفرجاني: هدفنا عموماً هو توفير الكتب على اختلافها، والروايات خصوصاً، بسعر مناسب للقرّاء العرب. وفي نفس الوقت، العمل على توسيع دائرة القراء بالنسبة للكتاب والمؤلفين المتعاملين مع الدار. نحن على علم بأن أسعار الكتب تشكل واحداً من عراقيل عديدة، تواجه الكاتب والناشر العربي، وإذا ما نجحنا في توفير الكتاب بهذا الشكل، سيشكل ذلك مردوداً اقتصادياً للكاتب والدار معاً في نفس الوقت. كما نريد استقطاب عدداً أكبر من الكتّاب، الذين لديهم قناعة بهذه الخطة، والعمل معاً في مشروع يهدف إلى انتشارهم ككتّاب، من خلال توفير قرّاء ومعجبين وزبائن لمنتجاتهم الأدبية.
ونسأله، في وقت يتجه فيه الأغلبية من القرّاء إلى الكتاب الإلكتروني تقوم الدار بإعادة طباعة الكتب بأسعار مخفضة لماذا؟ فيقول: نحن نعتقد أن زمن الكتاب الورقي لم ينته بعد، ونؤمن أن جلّ القرّاء ما زالوا على علاقة وطيدة بالكتاب الورقي، وأكثرهم يفضلونه على الإلكتروني، إذا ما توفر لهم بأسعار مناسبة. السؤال الذي يجب طرحه هو: لماذا يتجه القراء إلى الكتاب الإلكتروني، الذي هو، في غالب الأحوال، قرصنة للكتب، وسرقة لجهود الكتّاب والمبدعين والناشرين.