مستقبل الإنتاج النفطي في ظلّ الانقسامات السياسية
توقّع موقع “سي بي غلوبل”، التجاري البريطاني، المختصّ بتحليل بيانات الأسواق الاقتصادية، في تقرير نشره حول مستقبل إنتاج ليبيا النفطي في ظلّ المخاطر التي تشكلها الانقسامات في المؤسسات المختلفة، مع إمكانية تجدد الخلاف حول الموارد والإيرادات؛ أن يستقر الإمداد الليبي عند مليون و200 ألف برميل يوميًا، خلال الربع الأول من عام 2021، لكن هذا الاستقرار لن يدوم طويلاً، في حال عدم توصّل الأطراف لحل شامل للأزمة، بحسب التقرير.
ونشر الموقع آراء محللين وخبراء اقتصاديين، أكدوا أن استمرار إنتاج النفط مرهونٌ بموافقة الجيش الوطني وحكومة “الوفاق” على اتفاقية تقسيم الإيرادات بشكل عادل، وحتى تتحقق هذه النقطة؛ يجب أن يقدّم الجانبان كلاهما تنازلات كبيرة، تضمن التوزيع العادل للإيرادات.
وأشار تقرير “سي بي غلوبل” إلى خلاف رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مع محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير بشأن توزيع عائدات النفط، إذ أكدت المؤسسة أنها سترفض الإفراج عن عائداتها النفطية للبنك المركزي المُودعة حاليًا لدى بنك أجنبي آخر، حتى يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية، كما حذّر “صنع الله” من أن الأموال من مبيعات النفط الخام الليبي لن يتم تحويلها إلى مصرف ليبيا المركزي، حتى يُظهر البنك “شفافية واضحة” بشأن كيفية تخصيص هذه الأموال.
وحذّر التقرير من عودة هذا الخلاف مُجدّدًا، في حال عدم تمكن الأطراف من الوصول إلى حل شامل، وصناعة حكومة مُوحّدة، واصفًا موقف “صنع الله” بأنه يوفّر “أرضًا خصبة” لإغلاق آخر للنفط، إذ شهد إنتاج النفط الخام الليبي انتعاشًا حادًا في الأشهر الأربعة الماضية، بعد أن انخفض إنتاجه إلى أقل من مائة ألف برميل في اليوم.
وعلى الرغم من عدم استقرار مستويات إنتاج النفط في ليبيا؛ إلا أن امتلاكها لأكبر احتياطيات مؤكّدة من النفط في أفريقيا، وإنتاجها لخاماتها التصديرية الخفيفة من “السدرة والشرارة”؛ جعلها تحظى بشعبية في مصافي التكرير في أوروبا والصين.