مسارات إنهاء الأزمة في ليبيا.. مليئة بالألغام والتحديات
تحديات كبرى تبرز أمام البعثة الأممية في مسارات الحل الثلاثة، العسكري، السياسي، والاقتصادي، ما يجعل المهمة أكثر تعقيداً في إنهاء القتال وتعزيز العملية السياسية وتوحيد المؤسسات المالية.
في المسار العسكري ثمة تحدٍّ كبير وهو كيفية إقناع الجيش الوطني وممثلي التشكيلات المسلحة بالتقارب في وجهتي نظرٍ متنافرتين، فالجيش يصر على شروطه، والتشكيلات المسلحة عبر حكومة الوفاق مصرة على شروطها أيضاً وهو ما يجعل من مهمة سلامة في إيقاف القتال أمراً صعباً .
في المسار السياسي هنالك هدف يتمثل في تشكيل مجلس رئاسي وحكومة جديدة وهو الذي تراه الوفاق بعين الريبة والتوجس كونه سيقلص من نفوذها السياسي، كما أن مسألتي عدم رضا مجلس النواب على تقسيمة المقاعد وعدم وضوح معايير اختيار المستقلين ستُعقّدان هذا المسار إلا إذا حدث تعديل أو حدث تنازل من المدعوين.
ثالث المسارات هو المسار الاقتصادي الذي سيكون في القاهرة، والقاهرة ليست محايدة كما ترى حكومة الوفاق ويرى قادة التشكيلات المسلحة، كما أن مسألة إيقاف ضخ النفط ومطالب التوزيع العادل للثروات قد يحولان دون الوصول إلى صيغة تفاهم تفصيلية تشغيلية .
تحديات تواجه البعثة التي يدرك رئيسها غسان سلامة بأنها تتطلب الصبر والحكمة والنظر بواقعية للمجريات على الأرض، وهذا لن يتأتى من دون مراعاة البعد الخارجي ووجهات النظر المتنافرة التي تجعل مهمة الحل مركبة وبالغة التعقيد.