“مروحية السراج”.. التي لم تصل إلى الرجمة
218TV|خاص
ما إن احتدم “صراع الأخوة” في العاصمة طرابلس أواخر الشهر الماضي، حتى ثار التساؤل الأبرز ليبياً: “أين فائز السراج؟”، في ظل شائعات ومعلومات متضاربة سيطرت على مواقع التواصل الاجتماعي، في الصراع الذي
طال أحياء ومقار عدة من العاصمة، من دون أن يتمكن أحد من “اقتفاء أثر” السراج الذي “غاب عن السمع والنظر” لأكثر من ثلاثة أيام، فيما كان المبعوث الأممي إلى ليبيا الدكتور غسان سلامة “يصول ويجول” بحثاً عن اتفاق ليبي يُوقِف “حفلة الجنون”، وهو ما اهتدى إليه لاحقا، ولقي إشادة دولية عريضة.
اقترح ليبيون في ظل ذلك المناخ القاسي سياسياً وأمنياً أن “ينقلب السراج على نفسه”، وأن يطير بمروحية عسكرية إلى منطقة الرجمة حيث مقر القيادة العامة للجيش الوطني للقاء المشير خليفة حفتر، وتسميته وزيراً للدفاع، بل ويُفوّض الجيش الوطني بتكرار ما فعله في بنغازي ودرنة، والتصدي لـ”المظاهر الشاذة عسكرياً” في العاصمة عبر تفويض كامل للجيش الوطني، ثم يغادر الرجمة متجهاً إلى مقر مجلس النواب ليُلقي بياناً سياسياً من هناك يقول فيه إن “الاتحاد أصبح مطلبا واقعيا”، حتى لو تطلب الأمر أن “يتنازل و يتنحى” سياسياً، فالأوطان في “لحظات الحسم” تبحث عن “مواقف مفصلية”، أظهر السراج أنه أقل منها.
لم تصل مروحية السراج إلى الرجمة، وبدلاً من أن يدخل التاريخ كـ”سياسي ضحّى” من أجل ليبيا، فاجأ الليبيين بأنه يُرقي نفسه عسكريا ليصبح وزيراً للدفاع، ويتحول في لحظات قليلة ليكون “نظيراً” للجنرال جيمس ماتيس وزير الدفاع الأميركي، وسيلفي غولار وزيرة الدفاع الفرنسية، وإليزابيتا ترانيتا وزير دفاع إيطاليا، وكأنه “حسد” القادة العسكريين الذين التقاهم سلامة في الزاوية، ولسان حاله يقول: “مفيش حد.. خير من حد”.