مركز تيلوان.. تاريخ عريق يتربّع في غدامس
يعد مركز تيلوان لتوثيق التراث في غدامس، من أهم المعالم الأثرية في ليبيا، وهو ما نلمسه من خلال طباعة صورة المبنى في العملة الورقية الليبية فئة الـ20 دينارا، وفي إصدارات الطوابع البريدية، وتتصدر هذه الصورة العديد من القنوات الفضائية.
ويقصد مركز تيلوان العديد من الزوار والسياح والشخصيات الرسمية كالوزراء والسفراء، ويحرصون على أخذ الصور التذكارية بالمبنى.
وكان مركز تيلوان بمثابة أول المدارس التعليمية في مدينة غدامس التاريخية، وكان مقرا للحاكم التركي (الريس حسن) إبان الحكم العثماني سنة 1845 ميلادي، واستُغل كمخزن لتموين الجيش الإيطالي سنة 1924، ثم تحول إلى مدرسة إيطالية عربية سنة 1927.
وفي عهد الإدارة الفرنسية من سنة 1943 إلى سنة 1951 استخدم كمخزن وسكناً لقساوسة مسحيين، ومن سنة 1953 إلى 1954 اعتمد المبنى ليكون أول مدرسة تعليمية رسمية للبنات بالمدينة. وبعدها خضع لأعمال الصيانة من قبل مشروع الأمم المتحدة الإنمائي في سنة 2001، واستكمل جهاز تنمية وتطوير غدامس الصيانة وحوّله إلى مركز لتوثيق المعلومات، وعادة ما تقام به المعارض والمهرجانات الثقافية والسياحية.
حاليا، أصبح المبنى مقرا للمشروع الوطني لتوثيق تراث مدينة غدامس، ومازال هذا منارة وشعلة تنير الدرب للآخرين باحتوائه متحفاً يحاكي الحقب التاريخية ويعرض أهم المعالم السياحية بالمدينة، ولهذا استحق المبنى بكل جدارة أن يكون وجهاً للعملة والليبية وطابعاً بريدياً يطوف كل بلدان العالم.