مرزق تختفي من قائمة “أولويات الرئاسي”
تقرير 218
ما أن تهدأ منطقة حتى تشتعل أخرى، عشرون يوما أو يزيد على تدهور الوضع الإنساني والأمني بمدينة مرزق. أوضاع صعبة تصل إلى جرائم حرب تقوم بها العصابات التشادية ومن معها من المكونات المحلية، والغريب في الأمر صمت المجلس الرئاسي الذي لم يخرج ببيان واضح يجرم ما يحصل في المدينة أو ينفي التهم التي وجهها له ناشطون وسياسيون بالتورط فيما يجري هناك، كل ذلك يعكس تناقض الرئاسي الذي سارع بإصدار بيانات أخرى منذ وقوع الحدث مثل بيانه حول النائبة سهام سرقيوة وتفجيرات بنغازي الأخيرة.
الرئاسي اكتفى باجتماع عقده الأربعاء ناقش فيه عددا من القضايا والملفات الخدمية، ومر مرور الكرام على الأوضاع الأمنية في مدينة مرزق، ومعالجة مشكلة النازحين، وإيصال المساعدات الإنسانية والعمل على تأمين احتياجاتهم، فيما ركز على التطورات العسكرية في العاصمة طرابلس، واتخذ قرارا بإحالة مقترح وزارة التعليم بشأن إنشاء مصلحة للنقل الطلابي للدراسة.
ومع بداية أزمة مرزق، حمّلت حكومة الوفاق قوات الجيش الوطني مسؤولية القصف الجوي على حي سكني في المدينة ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين، لكن الرئاسي لا بد وأنه غض النظر عما يحصل في مرزق المنكوبة كما أعلنها البرلمان، فمسلسل الحرق والنهب لممتلكات الأهالي مستمر من قبل المجموعات التشادية بعد مغادرة معظم السكان باتجاه وادي عتبة ومناطق أخرى.
سفوح صحراوية قاحلة دخلتها وتدخلها الحرب لتزيد من معاناة المواطنين وتجعل حياتهم قاسية مع قلة وانعدام الموارد ليزداد القلق من واقع ومستقبل تتحكم في تفاصيله حرب لا تعرف التوقف.