باتت العاصمة الأمريكية، واشنطن، أشبه بـ”ثكنة عسكرية”، استعدادًا لتوفير كافة أشكل التأمين والحماية خلال حفل الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن.
وكشفت الصور المنشورة اليوم الثلاثاء أن قوات الحرس الوطني الأمريكي، انتشرت بشكل مكثف، مع تعزيز الدوريات الأمنية في الشوارع المحيطة بالبيت الأبيض الذى يسكنه الرئيس الـ 46 للولايات المتحدة الأمريكية وهو جو بايدن.
يأتي ذلك وسط توترات سياسية وأعمال عنف من قبل أنصار الرئيس المنتهي ولايته دونالد ترامب، كان آخرها اقتحام مبنى الكونجرس ونهب محتوياته.
وكشف القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي كريستوفر ميلر ، أن مكتب التحقيقات الاتحادي سيقدم دعمًا للجيش الأمريكي في إجراء التدقيق بخصوص أكثر من 25 ألف جندي من الحرس الوطني يتم نشرهم للمساعدة في حماية مبنى الكونجرس الأمريكي خلال تنصيب “بايدن”، في ظلّ الهواجس الأمنية.
ومن المقرر أن تغيب الحشود الكبيرة من المواطنين ممن كانوا يحرصون على المشاركة في مشاهدة مراسم التنصيب كل أربع سنوات، كما يتوقع أن يغيب عن المراسم الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، الذي تشير تقارير إلى مغادرته واشنطن مبكرًا صباح يوم التنصيب.
وستبدأ الاحتفالات الافتتاحية مع النشيد الوطني والصلاة في الساعة 11:30 صباحا بتوقيت واشنطن، ثم تؤدي نائبة الرئيس المنتخبة، كامالا هاريس، اليمين الدستورية أمام قاضية المحكمة العليا، سونيا سوتومايور.
وبعد ذلك، يؤدي الرئيس المنتخب جو بايدن اليمين الدستورية أمام رئيس المحكمة العليا، القاضي جون روبرتس، في الساعة 12 ظهرًا في الجانب الغربي من مبنى الكابيتول، ثم يلقي خطاب يوم التنصيب، الذي يتناول خلاله الخطوط العريضة لسياسته المستقبلية.
ومن المتوقع أن يشهد الحفل حضوريًا حوالي ألف ضيف فقط، غالبيتهم من أعضاء الكونغرس وضيوفهم، وذلك نظرًا لأسباب أمنية؛ وكذلك على خلفية احترازات انتشار فيروس “كورونا”.
وفي المرحلة التالية، سينتقل “بايدن” إلى الجهة الشرقية في مبنى الكابيتول للقيام بتقليد قديم يتمثل في تحية ممثلي الفروع الرئيسة للقوات العسكرية.
وسيقوم الرئيس الجديد ونائبته بصحبة الرؤساء السابقين إلى جانب زوجاتهم، بالذهاب إلى مقبرة “أرلينغتون” الوطنية بولاية فرجينيا؛ لوضع إكليل من الزهور على قبر الجندي المجهول.
ويقوم “بايدن”، عقب ذلك، بالسير من الشارع رقم 15 يرافقه ممثلون لكل أفرع القوات المسلحة إلى داخل البيت الأبيض، الواقع بين شارعي 15 و17 لبدء مهامه الرئاسية.
وقد أغلقت منطقة قلب العاصمة، التي تشمل المول الوطني أمام الجمهور، وحظرت المنطقة المحيطة بالبيت الأبيض ومباني الكونغرس والشوارع المحيطة بهما.
وكانت عمدة مدينة واشنطن، موريل باوزر، قد مددت حالة الطوارئ العامة في المدينة، التي أعلنتها أثناء أحداث 6 يناير حتى 21 من الشهر نفسه؛ بسبب المخاوف من احتمال حدوث أعمال شغب إضافية، كما اتخذت الولايات إجراءات أمنية احترازية.
وتقرر ألا يتم السماح بمشاركة مئات الآلاف في حفل التنصيب، واقتصرت تذاكر أعضاء الكونغرس على تذكرة ضيف واحدة لكل عضو.
وستغيب مظاهر الأبهة والطبيعة الاحتفالية، نظرًا لاستيعاب المخاوف المتعلقة بالصحة العامة والأمن، وستكون المراسم بسيطة إجمالاً.
ولن تكون هناك مواكب احتفالية تقليدية تتجه من مبنى الكابيتول إلى البيت الأبيض كما هو المعتاد، وسيكتفى بموكب افتراضي بعنوان “موكب عبر أميركا”.
ويضم الموكب عروضًا متنوعة وديناميكية من مختلف أنحاء البلاد، وتوجه “تحية لأبطال أمريكا ممن يعملون في الخطوط الأمامية لمواجهة وباء كورونا”.
ومن الأمور المقررة كذلك، عدم تنظيم حفلات مسائية كما جرت العادة، حيث كان يشارك فيها الرئيس الجديد وزوجته، وكبار المطربين والفنانين الأميركيين. وبدلا من ذلك، سيكون هناك حفل تلفزيون خاص ليلة الأربعاء يقدمه النجم السينمائي الشهير توم هانكس، عنوانه “الاحتفال بأمريكا”، ويستغرق 90 دقيقة، ويشتمل على أعمال موسيقية وكلمات قصيرة من “بايدن وهاريس”.
ومن المقرر أن تغني نجمة البوب، ليدي غاغا، النشيد الوطني، في حين تقوم المطربة والفنانة، جنيفر لوبيز، بالغناء والرقص.