مراجعة Sekiro: Shadows Die Twice
خاص | آدم الكوافي
كثيرة هي الألعاب الغربية التي ظهرت في هذا الجيل ولكن كنا نفتقد إلى لعبة نينجا يابانية إلى أن ظهرت لعبة Sekiro: Shadows Die Twice من تطوير استديو FromSoftware المشهور بألعاب Dark Souls و Bloodborn، وما يجعل اللعبة فريدة من نوعها هو تصميمها البسيط إلا أن العبقرية والإنجاز الحقيقي يتمثل في طريقة إنجازها بشكل متداخل مع بقية عناصر اللعبة، واذا حسبت كم مرة ستموت خلال مسيرتك فقد فقدت العد، لأنها لعبة صعبة بالأساس وأصعب من باقي ألعاب الاستوديو حيث تتحدى اللاعب وتكافئه في نفس الوقت والشيء السهل هو التوجيهات التي تظهر بين الحين والآخر.
أغلب ألعاب Fromsoftware قصصهن معقدة ولكن هذه المرة أتت بأسلوب وقالب مفهومين بعض الشيء، فاللعبة تدور أحداثها خلال أواخر القرن السادس عشر أو بالأصح فترة Sangouk التي مرت بها إمبراطورية اليابان أثناء هذه الفترة وهي أعنف مرحلة في تاريخها ومع سرد للثقافة اليابانية بشكل عام مع إضافة الميثولوجيا اليابانية بين الحين والآخر.. ويتم الكشف أكثر عن تفاصيل القصة من خلال حوارات الشخصيات الثانوية المتفرقة داخل اللعبة التي ستمدك بمجموعة من الأدوات التي يمكنك استخدامها في رحلتك أو في تطوير قدراتك.
اللاعب يتقمص الشخصية الرئيسية “Wolf” الذئب وهو محارب نينجا Shinobi وسيُطلق عليه اسم Sekiro بعد ذلك وهو مكلف بحماية السيد الأصغر Young Lord من عشيرة أشينا مهما كلفه الأمر ولكنه يفشل في ذلك بسبب خسارته في معركة طاحنة تؤدي إلى خسارة يده وبالمقابل يمتلك يدا صناعية مفيدة في خلال مسيرته بالبحث والإنقاذ في رحلة مليئة بالمعارك والتحديات والمصاعب. ومع اليد الصناعية يُركِّب أدوات وآلات وأسلحة جديدة مختلفة تساعدك في المعارك وكذلك الخاطف الذي يمكنك من الوصول إلى أماكن جديدة واستعمالها عند الزعماء لتغيير استراتيجية لعبك.
عالم لعبة Sekiro شبه مفتوح يُمكنك من التجول فيه بكل حرية من التسلق والقفز والتخفي والقضاء على الأعداء من الخلف بطريقة صامتة وسريعة Deathblow المختلفة التي تم تقديمها لأول مرة من قبل الاستوديو .. وما يعيب هذا النمط هو أنه عند التخفي يتفاوت الذكاء الصناعي للأعداء، كما أن اللعبة توفر عنصر الاستكشاف والبحث عن موارد وأغراض نادرة متبعثرة في هذا العالم .
تماثيل النحات هي إحدى النقاط المهمة خلال اللعبة، تمكنك من إضافة ترقيات لأدواتك واكتساب مهارات وتعد التماثيل بمثابة نقاط الحفظ لأنه عند رؤيتها تشعر بسعادة غامرة بسبب عند موتك والتي هي شيء محتم ستعود إليها، كما أن التماثيل تساعدك في التنقل بين المناطق التي استكشفتها من قبل .
مناظر خلابة تقدمها اللعبة لامبراطورية اليابان القديمة ومع اختلافات الأراضي والأقاليم إلا أن لكل منطقة ما يميزها من قلاع وحصون وغيرهما من معمار ياباني عريق منقولة برسوميات دقيقة فنياً وجمالياً وتقنياً لتقدم أجواء ساحرة تختلط فيها دماء المعارك على الثلج وتتداخل البيئات المختلفة مع تصاعد نيران المعارك وعنف المصادمات.
تعد طريقة اللعب الشريان الأساسي الذي يجعل من اللعبة تنبض بالحياة، فالمعارك مصوغة بشكل احترافي وفني، سواء في التقديم وتصاعد وتيرة المعركة وتتطلب منك تركيزا عاليا فتلاحم السيوف والدقة عند التصدي في الوقت المناسب والهجوم يزيد من المتعة حيث تم إضافة عنصر جديد Posture أو وضعية الوقوف الذي يلعب دورا مهما ويغير مسار المعركة بالطريقة التي تناسبك، لأنه يمكنك القضاء على العدو إذا نجحت في اختلال توازنه بالضرب المستمر والتصدي في الوقت المناسب مما يتيح لك بالقيام بالضربة القاضية وتخلصك من العدو والعكس صحيح.
كما ذكرت سابقا الموت في هذه اللعبة محتم، مرارا وتكرارا ولكن في خلال المعركة يمكنك الرجوع من الموت وعودة للحياة بسبب قدرة ما تعطيك فرصة أخرى لقلب الطاولة وتحويل القتال ضد الخصم، يوجد نوعين من الزعماء، نوع ثانوي ولك الحرية في مواجهتم وزعماء أساسين متفرقين ومختلفين عن بعضهم البعض بسبب حركاتهم السريعة فهم أشد عنفا وقوة ويضيق عليك الخناق والمسافة بينك وبينهم في ثوانٍ مما يجعل مواجهتهم حامية وطاحنة وتتطلب تركيزا عاليا تجعلك تشعر أنك لاعب حقيقي عند الفوز عليهم والشعور بالانتصار ويُذكر في بعض الأحيان الكاميرا تسبب في مشاكل عند القتال مما تسبب في خسارة المعركة ..
توفر اللعبة لغتين للدبلجة لغة انجليزية أو اللغة الأصلية وهي اليابانية في قالب جذاب، أما الموسيقى عند القتال فهي ذات طابع ياباني تتصاعد بين الهادئة والصاخبة التي تعلو مع حماسة المعركة ولا ننسى صوت تلاحم السيوف المتقنة بعناية، واللعبة تعمل بسلاسة وانسيابية ذات 60 إطارا في الثانية وبالرغم من كبر عالمها إلا أن حجمها لا يتعدى 17 غيغا.
نتوقف هنا لما قدمه الاستوديو من مجهود مميز في هذه اللعبة الذي حاول فيه الفريق أن يتفوق على نجاحه السابق الذي نال إعجاباً كبيراً في محاولة لتطوير المعايير الحديثة في صناعة الألعاب، رغم أن هذه اللعبة ليست موجهة لكل الفئات فالبعض يتقبلها والبعض لا .
الخلاصة :لعبة Sekiro: Shadows Die Twice رجعت لنا الطابع الياباني بكل ما فيه من جماليات بيئية ومعارك صعبة لكنها تعطي فرصاً بعد كل موت ما يجعلك متحفزاً ومتمرساً في طريقة القضاء على الخصوم وتشجعك على المضي قدماً
التقييم النهائي : 9/10
[تم توفير هذه اللعبة من الناشر وقت صدورها في الأسواق]