مراجعة Samurai Warriors 5
خاص | أحمد سامي
هناك الكثير من الألعاب المرتبطة باليابان؛ صدرت في الصناعة بشكلٍ عامٍ، على مدار سنوات طويلة، بعضها صدر ليكون نسخة حيّة من التراث الياباني في صورة AAA يصعب تكرارها، والبعض الآخر صدر في تجارب هزيلة للغاية لا تقدم للجمهور الهالة المطلوبة على الإطلاق.
وبين هذا وذاك؛ هناك الشريحة العُظمى من ألعاب التاريخ الياباني مجملًا، والتي تتحدث عن شخصيات يابانية من التراث المؤرَّخ، بشكلٍ مختلف في كل مرة، وتلك الألعاب بالتحديد هي التي تحاول انتشال سمعة ألعاب الطبقة المتوسطة من سمعة الطبقة الدُنيا، ونقلها إلى مستوى الـ AAA كلما سنحت الفرصة. ولعبة Samurai Warriors 5 أكبر مثال هنا، والمشهورة في اليابان باسم Sengoku Musou 5 (戦国無双5).
اللعبة؛ من تطوير ونشر كوي تيكمو بالتعاون مع أوميغا فورس، وموجودة على مختلف منصّات اللعب حاليًّا، وهي الجزء الخامس في السلسلة التي استطاعت تقديم عالم القتال السريع للجمهور، مع مزج عناصر سينمائية تجعلها لعبة مازجة بين النظرة التقليدية للألعاب اليابانية التقليدية من جهة “ألعاب بانداي نامكو لأعمال الأنمي مثلًا”، والألعاب اليابانية العملاقة من جهة أخرى “مثل ألعاب الـ AAA ذات الميزانيات الكبيرة”.
فهل استطاع الجزء الخامس أن يكون جيدًا في السلسلة؟ أم أنها لعبة احتاجت إلى فترة طوير أطول لتصير جيدة فعلًا وقابلة للعب؟
على عكس الأجزاء السابقة في السلسلة؛ فإن الجزء الخامس من اللعبة غير مركز أبدًا على فترة سينجوكو من التاريخ الياباني، بل التركيز هذه المرة أكثر بكثير على الفترة التي كانت فيها أحداث أدت لاحقًا إلى موقعة Honnō-ji الشهيرة التي قُتل فيها عبقري الحرب “أودا نوبوناغا”.
أما القصة نفسها؛ فتبدأ مع أودا وهو شاب ويافع والحياة كلها أمامه، ويريد أن يحل مشاكل العائلة ويعيد السلام إلى اليابان المتنازعة بين العائلات مرة أخرى، بصحبة ميتسوهيدي آكيشي؛ أهم الرجال في حياة أودا.
خلال القصة؛ نتعرف على أودا أكثر وأكثر، وبالتبعية نعرف ما السبب الحقيقي الذي دفعه لمحاولة إعادة السلام من جديد لليابان، وكيف لهذا المسعى أن يؤثر المستقبل ويخلق المزيد من الأحلام في عقل المحارب الشاب.
ومن الناحية الأخرى، تركز القصة أيضًا على الحياة اليابانية نفسها في تلك الفترة، وهذا من خلال أسماء المحاربين والخيوط القصصية، وكل المحاور التي تجعل الحبكة منتمية إلى اليابان المقسمة أكثر وأكثر.
لم تَغُص اللعبة في فترات زمنية أخرى من التاريخ الياباني (والتي فيها شخصيات مثيرة للاهتمام فعلًا)، ولهذا السبب تحديدًا؛ صارت أحداث القصة مكثفة وفيها تنتقل من مرحلة إلى مرحلة بصورة خطيّة من حيث السرد، لكن غير خطيّة من حيث أسلوب اللعب “وهذا سنتحدث عنه بعد قليل”.
لكن للأسف، نظرًا لاهتمام الجهة التطويرية بأسلوب اللعب أكثر من القصة؛ باتت القصة ذاتها هزيلة بعض الشيء، بالرغم من محاولة تدعيمها بالمشاهد السينمائية الرائعة والتي تتخلل فترة الراحة بين المعركة والأخرى، وتسلط الضوء على الشخصيات أكثر، وخفّف إدراج تلك المشاهد من ضعف القصة أجل، لكنه لم يُزل تمامًا ذلك التقييم من عقل اللاعب.
اعتمد أسلوب اللعب على الكرّ والفر باستمرار، مع وجود قدرات خارقة للأبطال “بالرغم من كون العالم في الأساس واقعيًّا ومستندًا على تاريخ ياباني حقيقي”، لكن هذا ساعد على كسر الملل بنسبة كبيرة، وجعل من اللعبة مناسبة لمستوى التصميم الجرافيكي التي هي عليه؛ والذي يقف في المنتصف بين الألعاب الإندي قليلة التكلفة، والألعاب الـ AAA العملاقة.
في عالم اللعبة؛ أنت تقاتل باستخدام السيوف، ولديك قدراتٌ خاصةٌ تفتحها كلما تقدمت في خطّ أحداث القصة، وبالتبعية؛ تصير شخصيتك أقوى وأقوى مع الوقت.
اعتمد أسلوب اللعب بنسبة كبيرة على الخطّية، نظرًا لمسايرته لخطّ أحداث مستقيم وثابت في الأساس؛ حيث أن اللعبة لا تعطيك حرية الاختيار في الكثير من الأمور التي تصلح كمفترقات طرق رائعة لتطوير شخصية البطل بشكلٍ مختلف مع كل اختيار يأخذه اللاعب.
ولا تعتقد أن هذا دمر فكرة الحرية في اللعبة، فأسلوب اللعب أيضًا يعوِّض ذلك النقص بنسبة كبيرة.
هناك مساحات محددة لمحاربة الجنود في الخريطة الصغيرة في أعلى الشاشة والتي تُظهر لك المساحات الصغيرة التي تحتاج للدخول إليها مع الوقت، مصحوبة بإشارات وأسهم.
يمكنك، ببساطة، عدم الاهتمام بتلك الإشارات والمساحات، والاتجاه مباشرة إلى المناطق التي تنقلك إلى المراحل التالية مباشرة، وهذا يعطي حرية للاعب إذا وجد المرحلة المعينة مملة ويريد أن ينتهي منها بسرعة.
المشكلة الفعلية لأسلوب اللعب هي التكرارية. أجل، إن قدرات البطل متطورة مع الوقت، لكن الآلية القتالية واحدة.
الجري بسرعة وضرب العشرات مرة واحدة؛ كلها أمور تكرارية على طول أحداث القصة.
هذا في الغالب؛ ما يتم تعويضه بكون العالم مفتوحًا على سبيل المثال، لكن هذه ليست الحالة هنا للأسف.
الجرافيك جيد فعلًا، بالنسبة إلى لعبة ذات قصة محدودة ومراحل خطيّة في أسلوب اللعب. الأجواء بالكامل تنتمي إلى العالم الياباني القديم فعلًا، وتزيد من اندماج اللاعب في عالمها مع كل مهمة جديدة يقوم بها.
كما أن تصميمات الملابس والديكورات والمباني، وكل تلك “الاكسسوارات البصرية” بديعة للغاية، وتثير انتباه أي شخص.
أما من الناحية التوافقية مع أجهزة الحاسوب؛ فعلى عكس معظم الألعاب الأخرى التي تبدو مصنوعة بأسلوب الأنمي؛ فهذه اللعبة متوافقةٌ تمامًا مع مختلف الأجهزة التي تستطيع تشغيلها.
شغَّل فريق “218” اللعبة على حاسوب بمعالج i5-8400 وبطاقة رسوميات 5700XT، وكان الأداء ممتازًا، لم يكن هناك هبوط في الإطارات على الإطلاق، لكن عند التجربة على جهاز i7 جيل عاشر وبطاقة 1650TI؛ كانت هناك إطارات هابطة عند إغلاق الشاشة على 60 إطارًا، لكن مع فتح الإطارات؛ تختفي المشكلة، أي أن الأداء بحاجة إلى تحسين مع الأجهزة ذات تأثير عنق الزجاجة.
المقطوعات الموسيقية مختلفةٌ ومتنوعةٌ، لا توجد فيها مقطوعة معينة مميزة، لكن توافقها مع الأحداث كان ممتازًا، خصوصًا مع المشاهد التي تجتمع فيها العناصر البصرية لإكمال اللوحة الفنية للمشهد الواحد.
ويمكن القول إن المقطوعات الموسيقية وحدها غير مثيرة للاهتمام بقدر أهميتها عندما تجتمع مع العناصر الفنية الأخرى في عالم اللعبة.
وبالنسبة للصوتيات الدقيقة مثل الضربات وصراخ الجنود وما إلى ذلك؛ فقد كانت مقبولة، والأداء الصوتي الخاص بالشخصيات الرئيسة؛ رائعٌ فعلًا ومناسبٌ للتركيبة النفسية للشخصيات.
الخلاصة: لعبة Samurai Warriors 5 عبارة عن وجبةٍ خفيفةٍ، لا تتوّقع أن تقدم لك معلوماتٍ تاريخيةً عبقريةً أو تحتوي على أسلوب لعب ملحمي، فهي ليست لعبة AAA على كل حال.
ما ينتظرك هنا هو المتعة اللحظية والتعامل مع مسار قصة قصير ومختزل، لكن به معارك تستطيع سحبك من عالمك مؤقتًا؛ إلى عالمٍ آخر تقتل فيه العشرات بضربة سيف واحدة والأدرنالين في عروقك.
القصة جيدة لكن تحتاج إلى إطالة بعض الشيء،و أسلوب اللعب ممتع ومتسارع لكن خطيّ بنسبة كبيرة، الصوتيات غير جيدة وحدها لكن جيدة مع بقية العناصر الفنية.
وإجمالاً؛ يمكن القول إن اللعبة تستحق اللعب بالنسبة للمرة الأولى، ولن تحبّ إعادتها في المستقبل على الأغلب.
التقييم النهائي : 6/10
[تم توفير هذه اللعبة من قبل الناشر قبل صدورها في الأسواق]