مراجعة OUTRIDERS

خاص | أحمد سامي

بالآونة الأخيرة حاولتْ الكثير من شركات الألعاب تخطي التوقعات وتقديم شيء مختلف تمامًا، وبذلك وجدنا عشرات العشرات من الألعاب القادرة فعلًا على تخطي حدود العقل والمنطق، وظهرت الإبداعات في كل جانب، حتى أحبّها الجمهور بشدة، وبعضها ما زال مستمرًا حتى وقتنا هذا في ساحة المبيعات، بالرغم من عدم وجود الأونلاين فيها.

لكن ماذا إذا قلنا إنه لدينا لعبة قدّمت الواقعية بطريقة جيدة فعلًا، لكن مع لمسة من الأونلاين؟

هذه هي لعبة OUTRIDERS من تطوير استوديو People Can Fly ونشر شركة Square Enix الأشهر من نار على علم في المجال، ومقدمة لمعظم منصّات اللعب. اللعبة مبنية بالكامل على نظام المنظور الثالث في التصويب والتعامل مع مفردات البيئة، وهذا ربما لن يكون محببًا بالنسبة لهواة المنظور الأول في أغلب ألعاب الشوتر.

تبدأ الأحداث بطريقة سينمائية للغاية، نتعرّف فيها على المصير المأساوي لكوكب الأرض على يد أهله أنفسهم؛ المصير الذي جعل الكوكب عبارة عن كوكبة من الحضارة، التراب، والجثث المتناثرة في كل مكان. كل شيء تلاشى، الحياة باتت مستحيلة، ولذلك كان على البشرية أن تتصرف وتقوم بعمل بعثة أولى وأخيرة نحو كوكبٍ بعيد، ربما يحمل بين طياته مفتاح نجاة البشرية.

نتعرف سويًّا على أبطال القصة، والذين هم الـ OUTRIDERS؛ مجموعة من المحاربين الأقوياء الذين تم اختيارهم بعناية شديدة لمعاينة الكوكب قبل هبوط المركبة الأم الحاملة لعبوّات متجمدة تحوي بداخلها البشر (المختارين بعناية كذلك) لإعمار الأرض، وبالطبع هم في حالة من التجمد التام لحفظ مستويات الطاقة الحيوية لأقل درجة ممكنة تسمح بتجميد العمر بشكلٍ شبه تام.

المشكلة أن الكوكب لم يكن كما اعتقدوا، هناك أشياء غريبة تحدث، عواصف من الطاقة غير المفسرة، أبواغ قادرة على تدمير الجهاز العصبي للمرء، ووحوش تستطيع الفتك بك في أي لحظة، حتى قبل أن تقوم بعمل رد فعل. كلها عوامل تجعل من تعامل البشر مع الكوكب أمرًا مستحيلًا، إلا أن المركبة هبطت على كل حال، والآن عليك التعامل مع المصير المأساوي الذي ينتظر البشرية في ذلك المكان العبثي!

حسنًا، الوضع يختلف تمامًا في أسلوب اللعب، حيث إنه مُقسّم إلى جزأين في الواقع. الجزء الأول يشمل الجانب الذي تلعبه وحدك من القصة، بينما الجزء الثاني هو اللعب الجماعي الذي يصب في قالب القصة نفسها.

ببساطة، القصة تبدأ بك من خلال لعب المقدمة – Prologue، وهي القصة التمهيدية التي بالتبعية تنقلك إلى القصة الرئيسية. في الجزء الأول أنت تلعب وحدك، تتعرف على آليات اللعبة، تُجرّب التصويب، التدرجة، الجري، تفادي الضربات، القفز، الهبوط، تبديل الأسلحة، وكل شيء يسهل من عملية اللعب نفسها على المدى الطويل.

المقدمة دسمة جدًا وقوية، لكن مشكلتها الوحيدة هي عدم الاهتمام بإطالة الجانب الفردي فيها، فهي أجل مليئة بالأحداث، لكنها في النهاية تمهيدية وتجبرك على إنهاء كل شيء في نفس المكان، حتى تنتقل لاحقًا إلى الجزء الثاني.

وفي الجزء الجديد تشرع في الانتقال إلى المكان الذي منه ستبدأ باقي أحداث القصة، والتي (لن) تستطيع إتمامها وحدك. ربما أول مهمة (والثانية) فقط تستطيع أن تنجزها بمفردك وبالأسلحة الضعيفة التي بحوزتك، لكن لاحقًا لن تستطيع إتمام المهام وحدك أبدًا، وإذا استطعت بمعجزة ما، لن تكمل بعد المهمة الثالثة مثلًا، نقطة ومن أول السطر.

هنا يظهر الجانب الفريد من أسلوب اللعب، في مرحلة ما بعد المقدمة، سيكون من الإجباري عليك الدخول على القائمة الرئيسية، ومحاولة الحصول على أشخاص عشوائيين، أو التواصل مع أصدقائك ممن اشتروا اللعبة نفسها، وفي الحالتين ستدخل في المهمة التي لم تنهيها بعد، وبناء عليه تكمل اللعب.

الكارثة الفعلية في تلك النقطة هي أنه ليس من السهل الحصول على فريق عشوائي (بمحض الصدفة) وقف في القصة عند نفس المكان الذي وقفت فيه أنت، مما يجعل وقت الانتظار أطول. وإذا وجدت فريقك بسلام، بمجرد موتك سوف تخرج وتظهر مجددًا في بداية طريق المهمة، لتقوم (وحدك) بمجابهة الأعداء الذين ظهروا من العدم مرة أخرى!

الجزء الثاني من الكارثة سابقة الذكر، عقَّب عليه الفريق التطويري في وقت تجربتنا للعبة، وقالوا إنها مُشكلة خاصة باللعب في لوبي عشوائية مع أصحاب أجهزة اللعب المنزلي عندما يدخلون مع أصحاب الحاسوب في مهمة واحدة، ويعملون على حل الأمر.

أما بالنسبة لنظام الأسلحة وتبديل الملابس والموارد، كلها تقليدية للغاية، مع الوقت تقوم بفتح شخصيات جديدة، معرفة أسرار عن العالم، مجابهة خصوم بمختلف الأشكال والألوان، وتحصل على أجزاء معدنية صغيرة تقوم بمقايضتها لاحقًا بأسلحة وأدوات مهمة لك.

في الواقع، الجرافيك فوق الممتاز بالنسبة لكونها لعبة معتمدة على الأونلاين في الأساس. فمثلًا يمكن الاعتقاد أن المستوى الجرافيكي سيهبط مباشرة بعد الانتهاء من مقدمة اللعبة، لكن العكس هو الذي حدث؛ المستوى الجرافيكي الممتاز مستمر بعد المقدمة، ويُكمل معنا خلال مراحل اللعبة كلها.

كما أن البيئة نفسها تشهد تنوعًا كبيرًا في التضاريس والمعالم الطبوغرافية، بجانب اختلاف الشخصيات والأسلحة والأجواء، كل تلك الاختلافات تجعل التجربة الجرافيكية ممتعة بصريًّا إلى أقصى حد، حتى بعد خفض الإعدادات لأقل شيء على أجهزة الحاسوب!

الموسيقى جميلة فعلًا، لكن في بعض الأحيان يمكن أن تشعر أنها ليست في محلها بالقدر الكافي.

إذا جعلنا الموسيقى تصدح بمفردها عند القيام بالرسم أو الكتابة مثلًا، ستكون ممتازة وسترفع من حماسك للغاية، لكن عدم تموضعها بشكل جيد خلال مسارات القصة، جعل منها غير ذات فائدة بالقدر الذي يجب توقعه من لعبة ذات ميزانية كبيرة كتلك، خصوصًا بعد الترويج لها بشكلٍ مكثَّف على مختلف منصّات اللعب، خصوصًا منصة Steam لألعاب الحاسوب.

الخلاصة: لعبة OUTRIDERS جيدة وتستحق التجربة، ربما يجب الانتظار بعض الشيء لانتهاء تصحيح الأخطاء البرمجية عن طريق باتشات ثابتة. قصة المقدمة رائعة، أحداث القصة التعاونية نفسها مثيرة للاهتمام، الشخصيات متنوعة، الأسلحة ذات أصوات تلقيم وضرب نيران ممتازة، الجرافيك ينبض بالحيوية، وبالمجمل تجربة تستحق اللعب.

التقييم النهائي : 7/10

_{[تم توفير هذه اللعبة من قبل الناشر عند صدورها في الأسواق]}