مراجعة FINAL FANTASY VII REMAKE
خاص | أحمد سامي
في عالم ألعاب الفيديو، تعتبر سلسلة ألعاب FINAL FANTASY واحدة من السلاسل التي لا غبار عليها فعلاً، علمًا أنها من السلاسل القليلة جدًا على مستوى صناعة الألعاب قاطبة التي استطاعت أن تجمع اللاعبين من مختلف الشرائح العمرية لسنوات خلف سنوات، واستمرت في الصدور على منصات لعب مختلفة، بل وأجيال مختلفة لتلك المنصات كذلك؛ وبالتحديد بلايستيشن بالطبع.
لدى السلسلة رصيد كبير جدًا من الحب في قلوب الجماهير على مستوى العالم، وبالتأكيد لها رصيد أكبر لدى أبناء الوطن العربي. عاش الكثيرون لحظات لا تُنسى مع الشخصيات المحبوكة باحترافية في نسيج درامي ممتاز، لعبة خلف لعبة؛ ولم تكن الحياة أجمل من ذلك فعلًا.
تطورت التكنولوجيا، وكبر الأطفال، حتى صار من الضروري إعادة الذكريات من جديد مع إعادة إنتاج احترافية للأجزاء الكلاسيكية. وبالفعل، بالعام الماضي صدرت لعبة FINAL FANTASY VII REMAKE التي هي إعادة إنتاج كاملة للعبة عام 1997 المحبوبة.
وفي الفترة الأخيرة صدرت نسخة الحاسوب منها بعد طول انتظار، فماذا ينتظرنا في اللعبة عمومًا؟ ونسخة الحاسوب خصوصًا؟ يرجى العلم أنه تم تشغيل اللعبة على معالج Ryzen 5900X وبطاقة رسوميات 5700XT من AMD. أي أن عنصر الحدّ الوحيد هنا هو البطاقة، وليس المعالج.
إن كوكب جايا – Gaia هو أحد أهم الكواكب في المجرة، وليس لأنه يحتوي على البشر فقط دونًا عن أي كائن آخر تقريبًا، بل لأنه أيضًا يحتوي على وقود البشرية الذي أتاح لها الوصول إلى مراحل ومرتبات تكنولوجيا غير مسبوقة على الإطلاق، ووفّر الراحة للعالم كله.
إن مصدر الطاقة هو (الماكو)، وهي صورة من صور الطاقة المستخرجة من باطن الكوكب. تُنتج عملية الاستخراج مجموعة مواد جانبية على رأسها (الماتيريا)، وهي صورة مركزة جدًا من الماكو تتيح لحاملها الاستمتاع بالقدرات السحرية التي تفوق حدود التكنولوجيا.
تبدأ القصة تحديدًا مع المقاتل المعروف والمحبوب في السلسلة: كلاود سترايف. إن سترايف فرد سابق في مجموعة (سولدجر) المتخصصة في تنفيذ العمليات الدنيئة لمؤسسة شينرا للطاقة (وهي الشركة التي تدير أمور الكوكب من خلف الستار وتقوم باستخراج الماكو كذلك لتحويلها إلى كهرباء تنير طريق البشرية). فقد كلاود ثقته في الشركة ومؤسستها، وقرر أن يكون أحد جنود المرتزقة، يبيع مهاراته لأعلى مُراهن.
وبالفعل، يوافق على عقد عمل جديد مع باريت واليس، الشخص الذي يرى أن مفاعلات استخراج وإنتاج الماكو تدمر الكوكب بالتدريج، ويجب القضاء عليها. والآن كلاود بعد أن كان أحد جنود الشركة العملاقة، صار أحد كوابيسها الحيّة.
يذهب البطل في رحلة مع الرفاق، مستكشفًا أن هناك الكثير فوق قدرات استيعابه، فهل سيعتمد فقط على قدراته القتالية للخروج من المآزق؟ أم أن هناك أبعادًا نفسية لم يضعها في الحسبان على الإطلاق ربما؟
أسلوب اللعب هو بالضبط نفس أسلوب اللعب في نسخة البلايستيشن الأولى، لكن هنا نرى الاهتمام بإنتاج لعبة تستطيع فعلًا استغلال القدرات المتغيرة لأجهزة الحاسوب. تتميز الأجهزة بالقدرة على دفع كل مفردات اللعبة إلى أقصى الدرجات، لنحصل على معدل تحديث إطارات 120 إطار في الثانية بجودة 4K في بعض الحالات.
وفي الواقع، التوافق مع أجهزة الحاسوب مناسب جدًا بالنسبة للعبة قادمة من البلايستيشن في الأساس، والتي لها سمعة سيئة جدًا في تطوير نسخ الويندوز فعلًا لسنين طويلة في الماضية، لكن يبدو أن هذا سيتغير في القريب العاجل.
أسلوب اللعب سريع وديناميكي، يمكنك تطبيق الجرعات والأسحار بسهولة، وأيضًا الجري والقفز والضرب والتلويح بالسيف العملاق بشكلٍ باعث على الحماس للغاية، خصوصًا أن المساحات القتالية تتنوع بين المفتوحة والمغلقة، مما يُعطيك شعورًا بالضياع تارة، والسيطرة التامة تارة أخرى؛ أسلوب اللعب القتالي فعلًا استثنائي، ولا يمكن التحدث عنه أكثر من ذلك وإلا حرقت بعض التفاصيل اللطيفة.
أما من الناحية الأخرى، فلدينا عيب واحد فقط في أسلوب اللعب، وهو أن اللعبة خطية. هذا بالطبع يعود للسيناريو، لكن عند سماع خبر تحويل اللعبة الكلاسيكية للعبة أخرى عملاقة بميزانية مهولة، على الأقل تتوقع جعل العالم مفتوحًا بعض الشيء.
بالرغم من كون بعض المناطق الجغرافية شبه-مفتوحة، إلا أنها في النهاية قادرة على حبسك في الخطّ الزمني التقدمي لأحداث القصة. مما يجعل قابلية إعادة اللعب معدومة تمامًا تقريبًا للأسف.
هنا بالطبع لن نتحدث عن الجرافيك الخاص بسوني، فهو معروف على كل حال؛ جميع الحصريات تكون مذهلة، ويظل هذا الإذهال مرافقًا للعبة عندما تصدر لأجهزة الحاسوب. لكن الذي سنتحدث عنه هو الفنيّات الجرافيكية الصغيرة للعبة مع الحاسوب.
في الواقع، استطاعت اللعبة تخطي التوقعات، قدمت الأداء الجيد فعلًا، والذي لم يكن متوقعًا على الإطلاق من قِبلي، استطاع المعالج دفع الكثير فعلًا، وكما رأيت مسبقًا، بطاقة الرسوميات كانت العائق. لكن العائق أظهر الخبايا البرمجية الصغيرة في اللعبة.
بالنسبة لنسخة البلايستيشن، اعتمدت اللعبة على ما يُعرف باسم (الدقة الديناميكية)، أي أنه إذا كنت تعرض على 4K بينما جهازك (البلايستيشن) قديم ولا يتحملها، فسوف تُعرض الجودة العامة 4K لكن الأجزاء البعيدة من الصورة تُعرض بجودة 1080p مثلًا، وهذا لتقليل العبء على شريحة الرسوميات.
انتظر اللاعبون أن تكون الدقة فعلًا حقيقية على الحاسوب، وليست ديناميكية. إلا أن الديناميكية ملحوظة هنا أيضًا، لم تكلف سوني نفسها عناء تقديم تجربة تليق فعلًا بالحاسوب، لم تهتم بوجود بعض اللاعبين الحريصين جدًا على الوصول بأجهزتهم إلى مستوى يسمح بتشغيل ألعاب القصة على شاشة 4K منزلية كبيرة للحصول على أفضل تجربة، ببساطة لم تهتم سوني بمَن هم مثلي.
وماذا تكون سلسلة FINAL FANTASY بدون الموسيقى على كل حال؟
الموسيقى رائعة فعلًا، المقطوعات الموسيقية قادرة على إدخالك في وضع القتال مباشرة، بينما تلك المعزوفة في خلفية المشاهد الحوارية (سواء الداخلية بين الشخصية ونفسها أو الخارجية بين الشخصية والشخصيات الأخرى) مذهلة بحق ويمكن لها منحك حالات شعورية كثيرة متقلبة في دقيقة واحدة فقط. كما أن الثناء يجب أن يذهب لصنّاع اللعبة هنا بشدة، وهذا لوجود أكثر من قطع ملحوظ في التسلسل الموسيقي، سواء في المقطوعات نفسها، أو بين المقطوعة والأخرى، وهذا يسمح بتهيئة اللاعب لاستقبال ما هو قادم.
الخلاصة: لعبة FINAL FANTASY VII REMAKE جيدة فعلًا، تستحق الشراء واللعب بلا شك، وبالرغم من التوقعات العالية للعبة الحاسوب، إلا أنها لم تختلف كثيرًا عن نسخة البلايستيشن. القصة ممتازة والتسلسل فيها سريع، أسلوب اللعب حماسي وديناميكي بقوة لكن تعيبه الخطية، الجرافيك رائع جدًا لكن مشكلته هي الدقة الديناميكية الملحوظة فقط على الشاشات الكبيرة، والصوتيات تستحق أن تستحق إليها منفردة وستجعل مزاجك أفضل بلا شك.
التقييم النهائي : 7.5/10
[تم توفير هذه اللعبة من قبل الناشر عند صدورها في الأسواق]